السعودية / نبأ – ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في مقال للكاتبة مريم عبدلله أنّ السلطات السعودية وجّهت أصابع الاتهام في قضية السجناء المنسيين الذين إعتقلو بسبب “العمل الإرهابي” الذي أدّى إلى مقتل 19 عسكرياً أميركياً وجرح المئات في حزيران 1996، إلى مواطنين من الطائفة «الشيعية»، ينتمون بحسب رواية وزارة الداخلية إلى «حزب الله الحجاز»، وحيّدت السلطات، بحسب الكاتبة، المعارضة الوهابية القريبة من أصحاب القرار داخل المملكة.
وأشارت العبدلله إلى أنّ “الأجهزة الأمنية بدأت على الأرض بالعمل بوتيرة سريعة على إخفاء معالم الحدث من مسرح الانفجار”، لافتةً إلى أنّ طلب “وزير الخارجية الأميركية آنذاك، وارن كريستوفر بالحضور إلى مسرح الانفجار، رُفض بشكل متعمد ومثير للريبة”، وبينت أهداف السلطات السعودية في “تأخير وصوله إلى موقع الانفجار إلى أن تغيّرت معالمه، وأزيلت الآثار التي يمكن أن تدّل على الجهة المسؤولة عن الانفجار، فيما سمح لهيئة التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» بزيارة مسرح الحادثة بعد مرور أيام على وقوع الانفجار”.
وأشارت الكاتبة إلى أنّ “الولايات المتحدة لم تقتنع يوماً بالأدلة التي قدمتها السلطات السعودية لإدانة المتهمين التسعة، وهي لم تعلق ولو عرضياً على الحكم الأخير ضد المتهمين التسعة”.
مصادر غربية لـ”الأخبار”، قالت أن “هيئة التحقيقات الفيدرالية تورطت مع السعودية لإخفاء الأدلة منذ اليوم الأول للهجوم على القاعدة العسكرية الأميركية، والسر في الصمت هو نية واشنطن التحضير لضرب أهداف حيوية في إيران؛ منها مفاعل «بوشهر»، وتخوفاً من تقارب فهد ـ رفسنجاني اللذين أخذت علاقتهما شكلاً تطبيعياً في تلك الفترة”.
ورأت الكاتبة أنّ نايف يحمي القاعدة، حيث أنّ وزارةالداخلية السعودية روّجت “رواية واحدة لانفجار الخبر، وهي اتهام أطراف «شيعية» ومن خلفها إيران، وأوصدت الأبواب أمام أي كلام في إمكان ضلوع أطراف أخرى، مثل تنظيم «القاعدة» ومسؤوله أسامة بن لادن الذي كتب قبل ذلك اليوم المشؤوم رسالة مفتوحة إلى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في 11 تموز 1995، يعلن فيها «الجهاد على الأميركيين المحتلين لبلاد الحرمين»”.
وأشارت إلى أنّ “صحيفة «القدس العربي»، نشرت في منتصف شهر آب 1996، معلومات تتعلق بالحركة الجهادية في السعودية، سجلت فيها اعترافات 6 أشخاص من المجاهدين العرب في حرب أفغانستان اعترفوا تحت التعذيب داخل سجون النظام السعودي بارتباطهم بتفجير الثكنة الأميركية في الخبر. فيما كشفت «وحدة بن لادن» في «السي آي ايه»، كيفية تحضير زعيم «القاعدة» وبشكل سري تفجير أبراج الخبر، وبيّنت أن بن لادن سافر في منتصف كانون الثاني 1996 إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم الإعداد لخطة الهجوم على مراكز أميركية في المنطقة الشرقية من السعودية، وحدد بن لادن يومذاك بشكل دقيق استهداف مواقع عسكرية أميركية في مثلث «الدمام ـ الخبر ـ الظهران»”.
وتابعت: “الخبر اليقين جاء على لسان بن لادن، صديق بن نايف السري، في نفس العام يؤكد تورط تنظيمه في التفجير، قائلاً للصحيفة اللندنية: «الجيش الصليبي تمزق حين قمنا بتفجير الخبر». هو الذي لم ينكر يوماً تورط مناصريه في الضلوع بالانفجار الأول في مركز تابع للحرس الوطني في الرياض والذي تشرف عليه القوات الأميركية، في 3 تشرين الثاني 1995، الفاعل الحقيقي اعتقد أنه وجه رسالة كافية لصناع القرار في الولايات المتحدة بضرورة الإسراع في خروجهم من «بلاد الحرمين»”.
وذكرت أنّ “إدارة المباحث السعودية إستدعت أهالي المعتقلين التسعة وطلبت منهم التوقيع على ورقة تؤكد إعلامهم بحكم «المؤبد» في قضية أبنائهم المنسيين، دون تفاصيل تذكر، حيث عرض آخر متهم على هيئة تحقيق في القضية قبل ستة عشر عاماً من اليوم”.
وأوضحت: “كل ما يعرفه أهالي المنسيين ومن خلفهم قادة الحراك في المنطقة الشرقية أن الحكم غير المسبوق في قضية يعتبرها «الشيعة» ألبست لهم، ليست إلا عقاباً على خروجهم للمطالبة بما اعتبروه حقاً في «مملكة الخوف والصمت»، كسر الصمت لم يكن سهلاً هذه المرة، لم يتوقف التصعيد من جهة الأهالي أو السلطات منذ أربع سنوات حتى اليوم”.