من هم المتهمون الـ6 الذين تم تبرئتهم من قضية سيول جدة ؟

السعودية / نبأ – برأت محكمة الاستئناف في جدة اليوم المتهمين الستة بكارثة سيول جدة في 2009 ، والتي أدت إلى مقتل 150 شخصاً على الأقل بالإضافة إلى الخسائر التي قدرت بمليارات الدولارات.

والحكم الذي صدر يعد نهائي وغير قابل للنقض الذي أحدث ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجهت الاتهام إلى الحكومة السعودية بأنها لا تستطيع محاكمة الفاسدين لأنهم جزء منها.

وسبق أن اتهمت منظمة “حسم” الحقوقية، التي سجن غالبية مؤسسيها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في بيان الأمراء الكبار من الأسرة الحاكمة بالوقوف خلف هذه الكارثة، مشيرة إلى أن “النظام لا يمكن أن يحاكم نفسه”.

وكان الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز أعلن عن تشكيل لجنة لكشف الحقائق وتقديم المتورطين “كائن من كان” إلى القضاء. إلا أن وعوده هذه قوبلت بتشكيك كبير داخل البلاد، خصوصاً أن المتورطين في هذه القضايا هم من اخوانه الأمراء وأبنائهم، ومنهم أمير منطقة مكة حينها، خالد الفيصل، الذي عينه الملك رئيساً للجنة التحقيق.

يشار إلى أن الستة هم مسؤولون حكوميون سابقون ورجال أعمال كانوا يحاكمون بتهمة التورط في قضايا فساد، خصوصاً في مشاريع الصرف الصحي التي أنشئت في المدينة، لكن ثبت عدم صلاحيتها عند هطول الإمطار في ٢٠٠٩ ما أدى إلى غرق أحياء كاملة في المدينة ومقتل ١٥٠ شخصاً على الأقل بحسب الأرقام الحكومية، ونحو ألف بحسب جهات أخرى.

من جهة أخرى، أشارت صحيفة المدينة الى أن “من بين المتهمين الستة الذين صدر حكم تبرئتهم بشكل نهائي 3 من الرؤساء السابقين لأحد الأندية الرياضية الشهيرة، بالإضافة إلى 2 من القيادات السابقة لأمانة جدة، ورجل أعمال.”

ولفتت الصحيفة إلى أن “أبرز ما تضمنته لائحة الدعوى التي نظرتها المحكمة الجزئية بالتزامن مع محاكمة الشخصيات المذكورة تهمة إزهاق الأرواح البشرية، وإتلاف الممتلكات العامة، بالتزامن مع حلول كارثة سيول جدة، حيث طالب الادّعاء العام من القضاء إيقاع عقوبة تعزيرية على المتّهمين بما يحقق المصلحة العامة، كون الأفعال التي ارتكبوها مخالفة صريحة للأوامر والتعليمات، وعدم مراعاة مصالح الوطن، والعامة من الناس”.

وعلى الاثر، أنشأ عدد من النشطاء بموقع تويتر هاشتاغاً بإسم “براءة متهمي غرق جدة” تناقلوا من خلاله الخبر، مطالبين بالكشف عن المتسبب الحقيقي بكارثة السيول ومحاسبته بعد براءة هؤلاء، مشيرين إلى أن “المتسبب الحقيقي في وقوع هذه الكارثة لن يخرج غالبا عن ثلاثة، إما المطر الذي انهمر دون سابق إنذار وإما الأرض التي لم تبتلعه سريعا أو القتلى ضحايا هذه الكارثة أنفسهم”.