السعودية / نبأ – إرتفعت حظوظ وزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله من الملك، إرتفاع سرعان ما حفت به الشكوك مع زيارة وزير الداخلية محمد بن نايف إلى الولايات المتحدة ، هنا في واشنطن حظي محمد بن نايف بترحيب لا يقل شأنا عما نال منافسه، الحفاوة الأمريكية بوارث أمور الداخلية عن أبيه تضاف إليها إنجازات داخلية مشرفة بالمعيار الملكي، محمد بن نايف أثبت جدارة فيما تسمى مكافحة الإرهاب وفي ملاحقة الحراك الشعبي وخنق أنفاسه، إنجازات قد تدفع الرجل نحو سلم العرش المشارف على الشغور.
في كل الأحوال، ما تزال هوية خليفة الملك عبد الله رهينة الأخذ والرد وتجاذبات لا تنتهي، الثابت الوحيد أن وارث الحكم سيواجه تحديات داخلية وخارجية أكثر من أن تحصى في عجالة، خطر المجموعات التكفيرية على المملكة أول التحديات وأبرزها، خطر لا يبدو حتى الآن أن المملكة ستحترز منه بغير الإجراءات الأمنية والإستخبارية والسياسية، المعالجات الفكرية المطلوبة ما تزال بعيدة من العقل السعودي وإن بات التحسس بأوليتها وضرورتها متمددا بسرعة في الجسم الملكي، الوتيرة نفسها تدب بها مخاطر المطالب الشعبية والتمرد الإجماعي في الهيكليات المتقادمة الخارجة من الزمان والرافضة لمتطلباته، مخاطر من شبه المؤكد أنها ستجعل النظام السعودي ورأسه في موقف حساس وحرج وفائق السلبية، تماما كما ستضعه في ذلك الموقف الديناميات السياسية والعسكرية والأمنية اللائحة في أفق المنطقة برمتها.
ميزان الحسابات الإقليمية والدولية لا يميل لصالح المملكة ومعسكرها، هذا على الأقل ما تشي به المعطيات الراهنة، في العراق وسوريا واليمن والبحرين تسشعر السعودية خسائر متحققة أو وشيكة، خسائر لا شيء يضمن استقرارها عند حد معين بالنظر إلى تواصل المفاوضات النووية الإيرانية وتصاعد المقامرة بأسعار النفط. بالنتيجة، مشهد متعقد ودراماتيكي ينتظر الملك السعودي المقبل، مشهد لا يبدو أن صاحب المقام السامي أيا كانت هويته سيقدر على مواجهته بالعقود والشراكات وحالات الستاتيكو نفسها التي تحكمت بالمملكة على مر عقود.