السعودية / داتش فيلا الألمانية (المصدر) – أصغى المراقبون لمنطقة الخليج جيدًا إلى الأخبار التي أفادت بنقل عاهل السعودية، الملك عبد الله، إلى المستشفى في العاصمة الرياض يوم الأربعاء، حيث يعالج من التهاب رئوي.
وتعد صحة العاهل السعودي، الذي يتمتع بالسلطة المطلقة في البلاد، مسألة ذات أهمية كبيرة ليس فقط للمملكة نفسها، بل للعالم ككل، بسبب مكانة السعودية كواحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، فضلًا عن دورها في الصراع على السلطة الإقليمية.
وأما بالنسبة للعائلة المالكة السعودية، فيثير مرض الملك عبد الله مسألة مثيرة للجدل تدور حول ما إذا كان من الممكن أن يتغير الجيل الموجود في السلطة حاليًا.
حيث إنه، ومنذ وفاة مؤسس الدولة، عبد العزيز بن سعود، في عام 1953، كان الأخ هو دائمًا من يخلف الابن البكر، طالما أنه قادر ومستعد لحكم المملكة. عمر الملك عبد الله بشكل دقيق متنازع عليه، لكن يعتقد بأنه أكثر من 90 عامًا. ووليا العهد المعينان، الأميران سلمان ومقرن، فعمرهما ما يقرب من 80 و70 سنة على التوالي.
ذرية كبيرة
وقد وصل الملك عبد الله إلى العرش رسميًا في عام 2005، آخذًا مكان أخيه غير الشقيق، فهد. ومع ذلك، كان عبد الله يعتبر بمثابة الحاكم الفعلي للبلاد منذ التسعينيات، حيث بقي فهد مريضًا جدًا لعدة سنوات قبل وفاته.
وفهد وعبد الله ليسا سوى اثنين من بين أكثر من 40 ابنًا لبن سعود أنجبهم من عدة نساء. والعديد من هؤلاء الأبناء ليسوا على قيد الحياة الآن، بما في ذلك سلطان ونايف، اللذان تم تعيينهما كأولياء عهد للملك عبد الله سابقًا.
ومازال أحفاد مؤسس الدولة حتى الآن يتمنون أن يتم نقل التاج إليهم. وبعض من هؤلاء الأحفاد هم في الواقع أكبر سنًا من الأبناء الأصغر لبن سعود؛ إلا أنه، وحتى الآن، لم ينتقل التاج إلى الجيل التالي من العائلة.
ولا تزال العائلة المالكة السعودية مقسمة بشأن هذه المسألة. وكانت هناك بالفعل عدة نزاعات حول الخلافة. فلقد حاولت مجموعات مختلفة تأكيد مصالحها الخاصة، ومن بينها ما يسمى بـ”السديريون السبعة”، على سبيل المثال. وكان هؤلاء سبعة أشقاء من نفس الأم، من بينهم فهد، سلطان، ونايف، وكان ينظر إليهم على أنهم مؤثرون بشكل خاص حتى وفاة والدتهم.
وفي عام 2007، أنشأ الملك عبد الله لجنة لتقرير من يتولى العرش إذا ما مرض الملك وولي العهد أو توفيا. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكثير من القرارات السياسية في البيت الملكي المحافظ، من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللجنة في الواقع تلعب أي دور في هذا الشأن.
إصلاحات بطيئة
تبدو وتيرة الإصلاح في أكبر دولة خليجية بطيئة للغاية. ووصول العديد من المتورطين في هذه المسألة إلى مرحلة عمرية متقدمة ليس سوى جزء من المشكلة؛ فالعامل الآخر المعرقل لعملية الإصلاح هو الحاجة إلى الإجماع في الرأي.
فعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية قد تكون ملكية مطلقة، ماتزال العائلة المالكة تتشارك عند إجراء أهم القرارات، ويجب أن تكون الغالبية العظمى من الأمراء في اتفاق على هذه القرارات. وقد أصبح تحقيق هذا الأمر أصعب على نحو متزايد، حيث باتت العائلة المالكة تضم المئات من الأعضاء، والعديد من الفروع.
ولا يزال من غير الواضح أيضًا أي من أحفاد بن سعود سوف يكون أول من يصعد إلى العرش؛ إلا أن القيادة السياسية مستمرة في التركيز على كبار السن، في حين لا تزال المملكة العربية السعودية نفسها دولة شابة نسبيًا من حيث إن ثلثي سكانها هم بعمر 25 عامًا وأصغر.
وقد بقيت المملكة هادئة نسبيًا خلال ما يسمى بالربيع العربي. وبفضل الثروة النفطية الهائلة للبلاد، كانت العائلة المالكة قادرة على ضمان الازدهار للناس. ولكن رغم هذا، هناك توترات داخل المجتمع لا يمكن تجاهلها، وخاصةً حول الدين، وحقوق المرأة، والمشاركة السياسية. وتتم مناقشة العديد من هذه المشاكل اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصةً من قبل جيل الشباب.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها – ترجمة التقرير