السعودية/ نبأ (خاص)- مقال في صحيفة الغارديان يشير الى اوجه التشابه الأيديولوجي بين داعش والمملكة السعودية لناحية استغلال الدين في السعي وراء السلطة.
تعليقاً على الحادث الإرهابي الذي استهدف نقطة حدودية بين السعودية والعراق، نشرت صحيفة الغارديان مقالا للصحفي برايان ويتاكر بعنوان من حق السعودية ان تشعر بالتوتر بسبب روابطها الأيديولوجية مع تنظيم داعش.
يقول ويتاكر إن الهجوم الذي أدى الى مقتل قائد قوات الحدود الشمالية العميد عوض البلوي، يشير الى ان الهجوم استهدف ضحيته بعناية، وقد يكون ذلك ناتجا عن معلومات داخلية تتعلق بمكان الجنرال.
ويرى المقال أنه يمكن إعتبار الهجوم رداً من داعش على مشاركة السعودية في التحالف الدولي للقضاء عليها أو كخطوة ضمن مساعي التنظيم الارهابي لتوسيع دائرة الصراع الحالي في سوريا والعراق لتشمل الأراضي السعودية.
ورغم ادانة الرياض لداعش إلا انها تخشى من الاثار المزعزعة للاستقرار لأي فحص مفصلي لمبادئها المشتركة مع هذا التنظيم يقول ويتاكر في مقاله.
ويضيف بانه داخل المملكة يوجد متعاطفين ومؤيدين نشطين للتنظيم، وقد سبق لداعش ان اعلن مسؤوليته عن اطلاق النار الذي استهدف مواطنا دانماركيا في الرياض في شهر نوفمبر الماضي. ولكن هل يستطيع داعش تأسيس موطئ قدم عسكري في المملكة يتسائل الكاتب.
ويجيب بأن التنظيم يزدهر عسكريا في المناطق حيث تكون الحكومة المركزية ضعيفة وليس هذا حال المملكة السعودية. ولكن هناك امر اخر يمكن ان يستفيد منه داعش وهو الناحية الأيديولوجية، التي لا تجعل المملكة محصنة في مواجهة التنظيم الارهابي.
ذلك ان الجانبين متشابهان من الناحية الايديولوجية وأية محاولة لتحدي داعش في هذا الشأن سوف تحمل خطر تقويض الأسس الأيديولوجية للدولة السعودية أيضًا.
وينقل المقال بعض اوجه التشابه المتمثلة بكراهية المسلمين الشيعة وتطبيق عقوبات صارمة، وهذه ملامح مشتركة مع الفكر السلفي الذي تتبناه الوهابية السعودية.
ولذلك، فالقضية الرئيسية في هذه الحالة هي المنافسة بين شرعية الملك وشرعية من يسعى الى ان يكون الخليفة. وداعش بحاجة في نهاية المطاف الى زرع نفسها في بؤرة الحياة الإسلامية، أي مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ ولذلك، فإن طريقها إلى الخلافة يمر عبر السعودية حتمًا.
ويضيف المقال بأن هذا التحدي الداعشي يأتي في وقت تسود فيه حالة اللايقين في الرياض بسبب مرض الملك وعدم وضوح من سيكون وريثه في الحكم، لا سيما في ظل الحالة الصحية لولي العهد سلمان بن عبد العزيز.
ولغاية اليوم فإن الجهود السعودية في مواجهة داعش ما زالت محصورة ببعض التصريحات المنددة من قبل رجال الدين وهؤلاء لا تأثير محتمل لهم على أنصار داعش والمتعاطفين معها يقول ويتاكر.
وينهي بالقول بأنه من الصعب معرفة ماذا يمكن للحكومة السعودية ان تفعل في هذا المجال دون تعريض شرعيتها لخطر، بعد ان قام نظام ال سعود بتسخير الدين للسعي وراء السلطة.