السعودية / نبأ – الملك عبد الله بن عبد العزيز ميت سريريا، تكاد هذه العبارة تشكل محور إجماع التسريبات والتحليلات العربية والغربية، تقارير وتحقيقات ومواضيع أكدت جميعها أن رأس الدولة السعودية دخل حالة غيبوبة تامة، وأن ما يجري الآن هو محاولة إبقاء جسده على قيد الحياة عن طريق أجهزة الدعم.
رواية يعززها أكثر من مؤشر سياسي وإعلامي، إمتناع الديوان الملكي عن تأكيد أو نفي الإشاعات حول صحة الملك أول تلك المؤشرات وأبرزها، يضاف إليه غياب الملك عبد الله عن صور ومشاهد الإستقبالات العامرة في مدينة عبد العزيز الطبية بالرياض.
في كل الأحوال يبدو أن ما كان قبيل انتقال الملك عبد الله إلى المستشفى في الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي ليس كما بعده، أشياء خفية تدب في الجسم الملكي، السعي في لململة الخلاف ومنع انفجاره جار على قدم وساق، قادة المملكة يخشون افتضاح النزاع على رؤوس الأشهاد، سيناريو من هذا النوع قد يجعلهم لقمة سائغة لأعداء كثر ما عادوا يتورعون عن التهديد والوعيد، وعيد تنظيم داعش لم يخب ومن المستبعد أن يخبو قريبا، آخر عمليات التنظيم على الحدود السعودية العراقية أوحت بأن التهديد قد يسلك مسارا أكثر خطورة، تقدّم أربعة سعوديين صفوفَ منفذي العملية الذين لا يتجاوز عددهم سبعة أشخاص أرسل علامات حمراء باتجاه حكام الرياض.
علامات بدأت تتمظهر كذلك في المجالين الإقتصادي والمالي، أزمة أسعار النفط لم تعد محصورة بما أريد لها من حدود، بطء النمو الإقتصادي وانخفاض الناتج المحلي وتجليات العجز في الميزانية تطورات شبه مؤكدة في المستقبلين القريب والبعيد، تطورات ستجعل السعودية في موقف لا تحسد عليه. موقف لا تظهر المملكة بعيدة منه على المستوى السياسي، في غير دولة من دول الإقليم تتجه السياسات السعودية نحو تراجع بائن، التراجع لن يكون مفيدا على طاولة المفاوضات، تنازلات إستراتيجية يمكن أن يستتبعها التقهقر الميداني والسياسي.