السعودية تُروّج لنمو الناتج المحلي على حساب شعب يعاني من صعوبة الوضع الاقتصادي – تقرير: مريم الضاحي

تقرير: مريم الضاحي

يدحض سوء الواقع ومعيشة الناس كل حديث عن تحقيق الاقتصاد السعودي نموّاً في الناتج المحلي، وترويج السلطات لزيادة بمقدار8.7 في المئة خلال عام 2022.

تحدثت “الهيئة العامة للإحصاء”، يوم الخميس 9 آذار/مارس 2023، عن تجاوز الناتج المحلي السعودي حاجز تريليون دولار أميركي في عام 2022، تبعتها تقارير صحافية مُهلِّلة بهذا “الانجاز التاريخي” الذي يجب أنْ ينعكس، إن صحّ، إيجاباً على المواطن السعودي الذي يشتكي، لأول مرة، من الواقع المعيشي الصعب والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية في بلد نفطي.

كيف يمكن تفسير وجود نسبة فقر مرتفعة في السعودية بينما تُسجِّل باقي دول الخليج نسبة صفر فقر، بحسب “مركز الخليجِ العربي للدراسات والبحوث” الكويتي؟ وكيف يمكن للمملكة أنْ تُحقِّق هذا النمو في الوقت الذي حلّت في المرتبة 18 عالمياً جرّاء ارتفاع مؤشر التضُّخم في كانون أول/ديسمبر 2022 بحسب موقع “أويل برايس”، الذي أشار إلى أنَّ السعودية لم تتمكَّن من كبح التضخم برغم مُعدّلات الفائدة العالية التي تفرضها.

وفي الوقت الذي يتحدَّث فيه ولي العهد محمد بن سلمان عن “نمو قياسي” في الناتج المحلي، فإن مشاريعه الخيالية والفساد المنتشر والبيروقراطية قوّضت فرص الاصلاح الاقتصادي وفرضت عجزاً في السيولة، استدعت وزير الاستثمار خالد الفالح إلى إغراء الشركات الأجنبية لنقل مقارّها الإقليمية إلى المملكة بإعفاء ضريبي مزعوم لا يبدو أنه سيُعيد ثقة الشركات للاستثمار في الرياض.

#السعودية