ماذا تريد السعودية من روسيا بخفض أسعار النفط؟

السعودية / نبأ – قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته أمس الثلاثاء أنّ السعودية وروسيا دخلتا في نقاشات عديدة على مدى الأشهر القليلة الماضية بدون الوصول إلى اختراق مهم فيما يتعلق بالقضية السورية وفقًا للمسؤولين الأمريكيين والسعوديين الذين تحدثت إليهم نيويورك تايمز. 

وأضاف التقرير: “من غير الواضح كيف ربط المسؤولون السعوديون بين النفط والقضية السورية خلال المحادثات. ولكن، يقول مسؤولون سعوديون إنهم يعتقدون أن لديهم بعض النفوذ على بوتين؛ بسبب قدرتهم على الحد من المعروض من النفط، وهو ما سيدفع الأسعار إلى الأعلى“.

وإعتبرت الصحيفة أنّ السعوديين يضغطون على موسكو من خلال إمساكهم بورقة الحد من إنتاج النفط في المملكة، وهو ما من شأنه أن يرفع الأسعار عالميًا، وبالتالي سوف يخفف من بعض المشاكل الاقتصادية التي تواجهها روسيا. 

وبالطبع، وفقًا لهذا السيناريو الذي يقترحه تقرير الصحيفة الأمريكية، لن تقوم السعودية بالاستغناء عن هذه البطاقة الرابحة إلا في حال وافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على التوقف عن دعم بشار الأسد في سوريا.

وقال دبلوماسي سعودي لنيويورك تايمز: “إذا كان النفط يستطيع جلب السلام إلى سوريا، فلا أعتقد أن المملكة العربية السعودية سوف تبتعد عن محاولة التوصل إلى اتفاق“.

واعتبرت الصحيفة أن أي تراجع في الدعم الروسي للأسد سوف يكون واحدًا من المؤشرات الأولى على تأثير الاضطرابات الأخيرة في سوق النفط على فن الحكم العالمي. ومع ذلك، كثيرًا ما أثبت بوتين أنه سيقبل بالمصاعب الاقتصادية عوضًا عن الانصياع لضغوط خارجية لتغيير سياساته. وعلى سبيل المثال، لم تؤد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى دفع موسكو لإنهاء مشاركتها العسكرية في أوكرانيا، وظل بوتين ثابتًا في دعمه للأسد، الذي يراه حصنًا ضد الإسلام المتطرف في منطقة متقلبة.

وكانت سوريا موضوعًا رئيسًا بالنسبة لوفد المملكة العربية السعودية الذي ذهب إلى موسكو في نوفمبر، وفقًا لمسؤول في إدارة أوباما، قال أيضًا إنه كان هناك حوار مستمر بين البلدين على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وفي حين كانت روسيا واحدة من أنصار الرئيس السوري الأكثر صمودًا في معركته ضد الجماعات المتمردة، بما في ذلك “الدولة الإسلامية”، تعد المملكة العربية السعودية اللاعب الرئيس في أوبك، ولديها نفوذ كبير على أي تحرك من جانب المنظمة لرفع الأسعار عن طريق خفض الإنتاج. وعن هذا الدور السعودي، قال السيناتور انجوس كينغ الذي عاد مؤخرًا من رحلة إلى المملكة العربية السعودية: “لديهم نفوذ شبه كامل. لديهم مساحة أكبر للتنفس من الدول الأخرى. إن الفرق بينهم وبين تلك الدول هو مثل الفرق بين شخص لديه مليون دولار في البنك، وشخص يعيش كل يوم بيومه“.

وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن روسيا تشعر بالألم المالي، والعزلة الدبلوماسية؛ بسبب العقوبات الدولية الناجمة عن توغلها في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. ولكن بوتين لا يزال يرغب في أن ينظر إليه باعتباره لاعبًا محوريًا في الشرق الأوسط؛ حيث استضاف الروس مؤتمرًا الأسبوع الماضي في موسكو بين حكومة الأسد وبعض جماعات المعارضة السورية، على الرغم من أن قلة من المحللين يعتقدون بأن هذه المحادثات سوف تكون منتجة، وخصوصًا في ظل مقاطعة العديد من جماعات المعارضة لها. وأعرب بعض الخبراء الروس عن الشك في أن بوتين سيوافق يومًا على عقد أي صفقة تنطوي على إزالة الأسد.

ومن جانبه، لم يظهر الأسد أي رغبة في التنحي عن منصبه بعد. وقال في مقابلة حديثة مع مجلة الشؤون الخارجية، إن الخطر الحقيقي في سوريا يأتي من الجماعات الإسلامية والتابعة للقاعدة، وهذه الجماعات، وفقًا لكلمات الرئيس السوري، تشكل “أغلبية” التمرد.

وأيضًا، قال مسؤولون أمريكيون إنه حتى لو استطاعت السعودية إقناع روسيا بالتخلي عن الأسد، فإن المتبرع الأكثر سخاءً للرئيس السوري، وهو إيران، سيبقى موجودًا. وكمنتج رئيس للنفط، سوف تستفيد إيران إذا ما ساعدت السعودية في رفع أسعار النفط كجزء من صفقة مع روسيا.

المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها –  ترجمة التقرير