السعودية / نبأ – إعتبرت صحيفة "بزنس إنسايدر" الأمريكية في تقرير لها اليوم أنّ الخاسر الأكبر من سقوط الحكومة اليمنية هو الجارة الثرية، والقوية، إلى الشمال: المملكة العربية السعودية. في السنوات الأخيرة، تم بناء السياسة السعودية تجاه اليمن على أساس الحاجة إلى استقرار الحكومة في صنعاء، وعلى إغلاق الحدود الطويلة بين الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ السعودية كانت الداعم المالي الرئيس للحكومة الانتقالية. لافتةً إلى أنّ الحكم الملكي في البلاد يخشى من أن انهيار اليمن من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التهديدات التي يشكلها كل من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك "جماعة أنصار الله" التي إعتبرتها الصحيفة أنها المتحالفة مع إيران.
وإعتبرت الصحيفة أنّ الرياض لم تكن يومًا واثقة تمامًا من أن اليمن قد يصبح مستقرًا بالمطلق في أي وقت من الأوقات.
وذكرت أنّ المملكة عملت منذ عام 2003 بشكل متقطع، على وضع حاجز عبر الحدود، بهدف فصل الأراضي السعودية عن الفوضى الكامنة في الجانب الآخر. وقد بدأت هذه الجهود المتقطعة تصبح أكثر إلحاحًا بعد تدهور الوضع الأمني في البلاد عام 2013، وأشارت إلى أنّ المملكة في العام 2009، وضعت في حرج بعد أن أطلقت عملية لصيد "أنصار الله" الذين توغلوا (بحسب الصحيفة) في الجانب الآخر من الحدود اليمنية. وأثارت تلك العملية صراعًا قصيرًا أدى لمقتل 200 جندي سعودي، وهو ما أقنعها بالتفكير في اتخاذ نهج أكثر دفاعية.
ورجحت الصحيفة أن ينظر السعوديون إلى تغير النظام في اليمن على أنه انتصار مثير للقلق لخصومهم في طهران. وقال ديفيد واينبرغ، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: “لقد رأى السعوديون لبنان وهي تقع بيد الجهات المدعومة من إيران. وقد رأوا بغداد تسقط أيضًا“. وأضاف: “إنهم يخشون من أن يحدث هذا في المنامة. وهم يرون هذا يحدث في صنعاء الآن. وبعد أن كانوا يعتقدون أن لديهم فرصة لاستعادة عاصمة شرق أوسطية أخرى من المدار الإيراني بعد بدء الانتفاضة في سوريا، تعرضت آمالهم للخذلان هناك“.
ولفتت الصحيفة أنّ السعوديون عبروا عن همومهم للمسؤولين الأمريكيين حول تطويق إيران لمملكتهم في نهاية المطاف، في نيسان (إبريل) 2009 أي قبل بدء الحرب في سوريا أو الانتفاضة في البحرين.
ووفقًا لبرقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس، قال ولي العهد الحالي ورئيس وكالة الاستخبارات السعودية آنذاك، الأمير مقرن بن عبد العزيز، لمستشار الأمن الأمريكي حينها، جون برينان، إن “الهلال الشيعي أصبح بدرًا، وهو ما يعني أن السعوديين باتوا محاطين بالمؤامرات الإيرانية“.
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف المملكة العربية السعودية من مقاطعتها الشرقية، معتبرةً أن ما حدث في اليمن لن يساعد في تخفيف هذه المخاوف، ويفسر واينبرغ ذلك بالقول: “تم تهميش الطائفة الشيعية في السعودية وتجريحهم في كثير من الأحيان من خلال اعتبارهم طابورًا خامسًا خانعًا ومواليًا لإيران، وهو ما أدى إلى تهميشهم أكثر وتأكيد شكواهم“.
وتوقعت الصحيفة الأمريكية أنّ يؤدي توسع النفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية إلى جعل المملكة أقل تعاونًا مع الولايات المتحدة، حيث إنها تخشى بحسب الصحيفة، من استسلام واشنطن لطهران في المفاوضات النووية الحالية.
وإختتمت الصحيفة تقريرها: "إسقاط الحكومة اليمنية هو “دسيسة إيرانية” أخرى سيكون لها نتائج غير معروفة بالنسبة للولايات المتحدة والشرق الأوسط الكبير".