حلّ وليّ عهد بريطانيا في المملكةِ اليوم، والتقى كبار المسؤولين، شباباً وشيبة. شربَ القهوةَ العربيّة وهزّ الفنجان، وصافحَ وجوه الحكمِ، واحداً واحداً.
ولي العهد البريطانيّ الذي حُمِّل الدّعواتُ والطّلباتُ لإثارةِ ملفِ الانتهاكاتِ في المملكةِ؛ لا يبدو أنّه مضطرٌ لذلك. فنداءُ المصالحِ التّجاريّةِ، عند البريطانيين، أغلى من أيّ نداءٍ أو بريقٍ آخر له صلةٌ بالإنسانِ وحقوقه المهدورة على ضفافِ الخليج.
لن يَفْجعَ الضّيفُ البريطانيّ حكّامَ المملكةِ بالطّلباتِ المزعجة، ولسانُه لن يكونَ طويلاً إلى حدّ الحديثِ عن أكثر من ثلاثين ألف معتقل رأي في سجون المملكة، ولا عن التّمييز الممنهج الذي يطال المواطنين، ولا عن نساءٍ ممنوعاتٍ من أدنى حقوق البشر، ولا عن امرأتين معتقلتين بتهمةِ التغريد وقيادةِ السّيارة، ولا عن البدون والحرمان، ولا عن المحرقةِ التي طالت العواميّةَ قبل أشهرٍ معدوداتٍ، ولا عن الفكر المغلق الذي يُربّي التطرفَ والإرهاب.
بريطانيا التي تحلمُ بعودةِ أمبراطوريتها في الخليج؛ حضرت إلى المملكة اليوم لكي تحتسي القهوةَ غير العربيّةِ، ولكي ترقصَ على إيقاع السّيفِ الأجرب الذي يحرسُ المصالح الجديدة للتّاج البريطاني. وفي ذلك بأسٌ للبلادِ والعبادِ.. لو يعلمون.