السعودية / نبأ – قالت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة “وورلد تربيون” الأمريكية إن القيادة السعودية جددت الاتصال مع قيادة حركة حماس، مضيفة أن الملك سلمان بن عبد العزيز الذي صعد إلى العرش في الثالث والعشرين من يناير الماضي، يشجع المصالحة مع الحركة الإسلامية الفلسطينية.
ونقلت “وورلد تربيون” عن المصدر قوله: “لقد مكثت علاقة الملك سلمان فترات طويلة مع حماس والإخوان المسلمين، وهو لا يريد القطيعة الدائمة”.
وشدد المصدر أن سلمان وولي العهد الأمير مقرن يريدان استعادة العلاقات مع حماس والإخوان لوقف التوسع الإيراني، لاسيما في اليمن، معقبا أن القيادة السعودية يمكن أن تساعد حماس في المصالحة مع مصر.
من جهته، قال أسامة حمدان ئيس العلاقات الخارجية بحركة حماس، أن الحركة حريصة منذ البداية على إقامة علاقات صحية ورشيدة مع جميع الأطراف العربية والإسلامية، ورأى أن الأهم هو البحث عما يصب في تعزيز العلاقة الثنائية بين الحركة والمملكة ، ومعربًا عن تقدير حركته للدور السعودي في دعم القضية.
ورحب حمدان بالمواقف السعودية التي دعت لتعزيز العلاقة مع حماس، مؤكدًا أن الحركة حريصة على علاقة رشيدة مع مجمل الدول بالمنطقة وفي مقدمتها المملكة السعودية.
ويرى مراقبون أنّ تولى الملك سلمان الحكم فتح الباب لبصيص الأمل بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، لأنه يعتبر أكثر تعاطفاً مع أصحاب التيار الديني المحافظ من سلفه الراحل الملك عبدالله، كما أن هناك شواهد، بحسب محللون، على أنه أقل عداء للإخوان، وكانت “رويترز” قد تحدثت عن الإحتمالات قبل أسبوع، ونقلت عن محللين ودبلوماسيين في الرياض قولهم أنّ أي تغيير في السياسة السعودية تجاه الإخوان سيكون على الأرجح عند أدنى حد ممكن.
ويبدو أن أعضاء الإخوان في الدوحة بدأوا بالفعل يختبرون مدى استعداد الملك سلمان وفريقه الأمني للتساهل إزاء تجديد نشاط الجماعة هناك بعد أن مارست الرياض ضغوطا على قطر.
ونقلت “رويترز” عن عضو بجماعة الإخوان يعيش في قطر ـ طلب عدم نشر اسمه ـ “هناك شعور متنام بالأمل الآن فالأمور تتغير من حولنا مع وصول قيادات جديدة للسلطة وحان الوقت كي يكون لنا صوت من جديد ونوضح للعالم من نحن فعلاً”.
وجماعة الإخوان هي أكثر الجماعات الإسلامية في العالم نفوذا وترى فيها بعض دول الخليج خطرا عليها لأنها تتحدى مبدأ نظام الأسر الحاكمة غير أن قطر فتحت بابها لبعض أعضائها البارزين.
وقادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة معارضة الدعم القطري للجماعة وجادلتا بأنها تمثل خطرا على الاستقرار الإقليمي من خلال أنشطتها في مصر ودول عربية أخرى. أما الدوحة فتعتبر أن من المستحيل إزالة الجماعة من المشهد السياسي العربي وتعتقد أن نفوذها واسع لدرجة تحتم ضرورة العمل معها بدلا من محاولة القضاء عليها.
وكان هذا الرأي سببا في خلاف مرير بين دول الخليج العربية العام الماضي سحبت فيه السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة ولم تعيدهم إليها إلا بعد أن أعلنت قطر أنها لن تسمح للإخوان بالقيام بأي أنشطة على أراضيها. وقال مصطفى العاني المحلل الأمني الذي تربطه صلات بوزارة الداخلية السعودية “أعتقد أن الموقف العام قد يكون أكثر استرخاء. فمن حيث السياسة العملية لا أعتقد أن السعوديين سيلقون بثقلهم وراء حملة تضييق أو اتخاذ إجراءات”.