عندما تقترب من أحد منافذ محافظة القطيف تشعر بشيء مختلف، ليس لأن ملامح الواحة الخضراء تلوح في الأفق، بل لأن نقطة تفتيش من نوع خاص في استقبالك.
تحت عناوين وذرائع عدة يواصل النظام السعودي تغطية الأعمال الجرمية وتمرير الأفعال الظالمة بحق أهالي القطيف.
تجريف اليوم في شارع الثورة حيث جرافات محمد بن سلمان تحوله إلى أَثر بعد عين، ليس وليد الصدفة، مبان سويت في الأرض، ومحال تجارية جرفت وتحولت إلى أكوام من الردم، وبقيت مئذنة الفتح شاهدة على الجريمة.
عانَت القطيف من الإهمال والتهميش لعقود طويلة، بالإضافة إلى التضييق على الأهالي واستهدافهم، فكانوا محرومين من الوظائف الحكومية التي ملأها أبناء مناطق أخرى وفق إملاءات الحكومة.
هذا التهميش الذي تتعرض له المنطقة منذ عقود يتعارض ومع مطالبات الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، الذي افتتحت السلطات السعودية سلسلة الإعدامات بإعدامه عام 2016 والذي جاء بسبب مقارعة الظلم، وعدم تحقيق هدف آل سعود لتغيير المنطقة وطمس هويتها الحقيقية، بدءًا من تغيير إسم المنطقة من اسمها الأصلي أي “القطيف والأحساء” واستبدالها باسم المنطقة الشرقية، وصولاً إلى تهجير أهلها وسكانها الأصليين منها وإقصائهم عنها نحو مناطق أخرى متفرقة.