اليمن / نبأ – اهتمت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بلحاق المملكة العربية السعودية بركاب الدول التي أغلقت سفاراتها أبوابها في اليمن في ظل تشديد المتمردين الحوثيين قبضتهم على السلطة بالعاصمة صنعاء في وقت يحقق فيه تنظيم القاعدة مكاسب في مناطق أخرى باليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار المملكة يعكس التراجع الكبير في إستراتيجية السعودية تجاه اليمن. وأضافت أن السعودية وحلفاءها بالخليج العربي يرون “أنصار الله” أشبه بموطئ قدم لإيران التي تعد المنافس الإقليمي الرئيسي لحكام الخليج.
واعتبرت أن سحب المملكة لدبلوماسييها يسلط الضوء على المخاوف بشأن تقدم انصار الله الشهر الماضي وإطاحتهم بشكل فعلي بالرئيس اليمني المدعوم من الولايات المتحدة عبد ربه منصور هادي.
وتحدثت عن أن سحب المملكة لدبلوماسييها قد يحد من نطاق المساعدة الاستخباراتية التي تقدمها السعودية للولايات المتحدة، كما أن سقوط حكومة “هادي” مثل ضربة محتملة لقدرة واشنطن على شن هجمات باستخدام الطائرات بدون طيار ضد أهداف لتنظيم القاعدة باليمن.
وتخشى الولايات المتحدة التي سحبت دبلوماسييها من العاصمة اليمنية أن يؤدي التصعيد السعودي القطري في اليمن الى توسّع نفوذ القاعدة وتذرّر الدولة اليمنية، بحيث تنعكس آثار ذلك سلباً وبشكل خطير على المملكة السعودية نفسها.
وكانت السعودية وقطر قد أقامتا مشروع الإدانة الخليجي حيال سيطرة جماعة أنصار الله على الحكم في البلاد، وتضمن انسحاب حركة انصار الله من العاصمة والمناطق الأخرى؛ وإعادة مؤسسات الحكومة بما فيها المؤسسات الأمنية؛ ووقف الاعمال العدائية ضد الحكومة؛ واعادة أسلحة الجيش.
كما تضمن مشروع القرار بندا يلزم مجلس الأمن باتخاذ خطوات اضافية في حال عدم التزام انصار الله بتنفيذ القرار.
لم يلق مشروع القرار الخليجي المقترح حماسة من الدولة الغربية، فضلا عن روسيا والصين، كونه يقدم وصفة علاج لمشكلة سعودية قطرية أكثر منه حلا للأزمة اليمنية، بحسب مراقبين.
وكانت السعودية وقطر قد عمدتا الى إفشال المباحثات بين الرئاسة وجماعة أنصار الله، وبين الأخيرين والقوى السياسية الأخرى مثل حزب الإصلاح الإخواني، وذلك بهدف وضع اليمن امام فراغ سياسي غير مسبوق، وبما يؤدي إلى خلخلة الوضع الأمني وتشجيع الجنوب على الإنفصال، وهو ما حذر من مخاطره ممثل الامم المتحدة جمال بن عمر.