اليمن / نبأ – ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن هناك أنباءً عن أن القاهرة والرياض تنسقان للقيام بعمل عسكري مشترك إذا تعرضت حركة الملاحة في مضيق باب المندب لتهديدات جماعة “أنصار الله”.
وكان رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب، قال أمس الجمعة أن مصر لن تسمح بشكل من الأشكال بسيطرة أنصار الله في اليمن على مضيق باب المندب، مؤكدا أنها “قادرة على الرد بالطريقة التي تراها” مناسبة، وهدد الجيش المصري بالتدخل العسكري إن تم إغلاق المضيق. إذ قال مصدر أمني يوم 4 فبراير/شباط إن الجيش المصري مستعد للتدخل جوا وقصف مناطق من أسماهم بـ”المتطرفين” أو الجهات التي تقوم بإغلاق المضيق وبالصواريخ بعيدة المدى إن اقتضت الحاجة لأن القاهرة ستدافع عن مصالحها مهما كلف الأمر.
وكشف مصدر دبلوماسي أن القوات المصرية أرسلت أكثر من 25 ألفا من نخبة قواتها المسلحة إلى جنوب السعودية لحماية حدودها مع اليمن، حيث يسيطر المسلحون الحوثيون على مساحة كبيرة من الشريط الحدودي مع السعودية في شمال اليمن.
وتوقع المصدر، خلال حديثه لصحيفة “القدس العربي” اللندنية، أن يزداد هذا العدد من القوات العسكرية المصرية المرابطة على الحدود السعودية اليمنية، لحماية الحدود السعودية وأيضا للقيام بضربات خاطفة ضد الحوثيين في حال استدعى الأمر التدخل العسكري الاقليمي في اليمن. وذكرت العديد من المصادر المحلية والدولية أن القوات المسلحة المصرية تقوم بتجهيز وحدة عسكرية للتدخل السريع إذا اقتضى الأمر، كجزء من التدخل الخليجي عسكريا في اليمن.
في المقابل، يستبعد الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تدخل مصر عسكريا في اليمن، خصوصا في ظل الظروف الراهنة في مصر ومحاربتها للإرهاب، نافياً في حديث صحفي، أن يكون التدخل العسكري من مصر مطروحا على طاولة المناقشة، وقال: “على مصر لحل الأزمة اليمنية اتخاذ بعض الإجراءات المتمثلة في التنسيق الكامل بين الجهات الأمنية في اليمن وحتى الحوثيين أنفسهم، ولابد أن يكون لمصر دور سياسي داخل اليمن للضغط على الفرقاء اليمنين ودعوتهم للتوحد”.
من جانبه قال اللواء زكريا حسين، رئيس هيئة البحوث العسكرية، ومدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، إنه لا توجد نية للتدخل العسكري المصري في اليمن ولا استعدادات لمثل تلك الخطوة، وأن هذا خيال لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع. وأكد “حسين” أن مضيق باب المندب مؤمن دوليًا، وأن هناك قوات أمريكية ودولية متمركزة بالقرب من المضيق، وجاهزة للتدخل إذا اقتضى الأمر، كما قال إنه لا أحد يستطيع إغلاق هذا المضيق.
بينما قال اللواء أركان حرب طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن فرص التدخل المصرية في اليمن تكاد تكون معدومة، وإن إغلاق المضيق درب من الخيال، ولكن في حالة حدوث ذلك ستكون القوات الدولية جاهزة لإعادة فتحه. وأضاف “مسلم”: علينا أن نسأل أنفسنا هل هذا المضيق مصري أم عربي أم دولي؟ في إشارة إلى أنه في حالة غلق المضيق لن تتضرر مصر وحدها، كما أنه في أسوأ الأحوال سيكون الفعل المصري متناسبًا مع كم التضرر فقط.
وفي السياق، تشعر الرياض بقلق بالغ إزاء خطوة “أنصار الله” بإصدار “الإعلان الدستوري” في اليمن، والتي إعتبرتها المملكة “انقلاب على الشرعية”، في حين تعمل على دفع دول الخليج لمعاقبة اليمن وذلك من خلال سحب السفراء وإيقاف المساعدات، أملاً في إفشال الحكومة تشرف على تشكيلها جماعة انصار الله، بعد فشل الرياض في منع الجماعة من الوصول الى السلطة.
وكانت الوكالة الأمريكية قد ذكرت إن السعودية “تسلح” رجال القبائل الموالية لها في اليمن عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد أنصار الله، ونسبت الوكالة إلى مسؤولين يمنيين، طلبوا عدم كشف هويتهم، قولهم إنه بينما يتقدم أنصار الله في البلاد، كانت السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمالي اليمن، لدعمهم ضد الحوثيين، هذا وأعلنت المملكة تعليق كافة أعمال سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء لأسباب أمنية بحسب الأسباب التي ذكرتها وكالة الأنباء السعودية.
إلا أنّ الباحث والمحلل السياسي اليمني “عبدالناصر المودع” إعتبر أن المملكة ليس لديها، حتى الآن على الأقل، خطة عمل واضحة تجاه ما يحدث في اليمن، كما أن غياب حلفاء المملكة يضعف الدور السعودي في اليمن”.
ويرى مراقبون أن موقع اليمن الجغرافي الهام على خريطة العالم يجعله محل أطماع كثير من القوى الدولية والإقليمية، إلا أن هذا الموقع أيضاً يرفع من منسوب الاهتمام العالمي بأمنه واستقراره، كون أي تدهور أمني في هذا الموقع الحساس سيؤثر سلباً على مصالح هذه الدول أو القوى في المنطقة.