السعودية/ نبأ (خاص)- شدد الوزير كذلك على ضرورة ألا يقوم الدعاة بأخذ زمام المبادرة في الرد على بعض من يؤلبون الشباب أو يصرفونهم عن منهج أهل السنة والجماعة، داعيا إياهم إلى أهمية استئذان الوزارة أولا قبل الإقدام على أي خطوة في هذا الاتجاه، مؤكدا لهم أن هذه الفئة “واجب ردعهم يقع على عاتق الدولة وليس آحاد الناس”.
نقلت مصادر صحفية سعودية اليوم عن مصادرها أن وزارة الشؤون الإسلامية لا تفكر في مراجعة الضوابط المفروضة على الأنشطة الدعوية الرسمية، وذلك عقب تسجيل عدد من الدعاة الرسميين شكوى من تأخر صدور الموافقات عليها.
العودة إلى صيغة المصادر الخاصة تؤشر إلى بدء مرحلة الصراع في الدائرة القريبة من الحكم السعودي، كما تعكس القلق من الانحياز المتمادي للمك سلمان الى الجناح المتشدد، في خطوة يرى فيها مراقبون إنها استكمال للاجهاز على إرث الملك السابق عبد الله الذي سجل بعض الخطوات للحد من نفوذ الجناح الديني المتشدد على مفاصل السلطة.
ولا تزال السعودية تعيش مرحلة التحول على وقع العلاقة الوثيقة للجناح السديري في العائلة المالكة بغلاة المذهب الوهابي المهيمن على الحياة العامة.
مصادر مطلعة لصحيفة (الوطن) السعودية قالت إن وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ متمسك بضرورة أن يتم فسح الأنشطة الدعوية الفصلية من الوزارة نفسها، وألا تُعطى الفروع أحقية في إجازتها من دون العودة إليها.
وأشارت المصادر إلى أن الوزير آل الشيخ أكد لعدد من الدعاة الذين التقاهم أخيرا، أن أمر فسح الأنشطة الدعوية لا يتعلق بوزارة الشؤون الإسلامية فقط، بل يتطلب وجود تنسيق مع بعض جهات الاختصاص.
متابعون للوضع الداخلي يشيرون إلى انتعاش التيار السلفي المتشدد الذي يحاول العودة الى سيرته الاولى خصوصا مع تعيين الشيخ سعد الشثري مستشارا للملك، بعد أن عزله الملك السابق عبدالله، واستبدال وزير الشؤون الاسلامية وتعيين الدكتور صالح آل الشيخ.
وكان عدد من الكتاب السعوديين ومن بينهم قينان الغامدي قد اعلمنوا عن مخاوفهم من عودة نفوذ التيار الديني الوهابي المتشدد للهيمنة على قرارات الدولة وحياة مواطنيها.
وفيما اعتبر هؤلاء أن كل ما صدر حتى الآن هو ردة الى الماضي؛ نشط السلفيون المتشددون للتحريض على الكتّاب الليبراليين والدعوة الى اعتقالهم ومحاكمتهم.
وتزداد المؤشرات على فرض أجواء الغلو والتشدد في السعودية ما يُبدّد ظنون منْ تمنّوا الدفع باتجاه خطوات اصلاحية تُخفف الاحتقان الداخلي وتُدْخل السعودية في الحداثة. وقد اكتشف هؤلاء أن كل الحديث عن الاصلاح والانفتاح لا مكان له في مملكة العائلة وتيارها الديني الذي يُعرف بالتشدّد والانغلاق.