العراق / نبأ – بعد تقطيع الرؤوس وتحريق الاجساد، وتدمير المكتبات وإحراق الكتب، جاء دور التراث الإنساني للتدمير على يد من وُصفوا بمغول العصر.
غزوة المتحف، هذا ما يمكن إطلاقه على الجريمة التي قام بها تنظيم داعش بحق متحف نينوى بمدينة الموصل شمالي العراق.
المتحف يُعد من أهم متاحف العالم، حيث كان يضمّ آلاف القطع الأثرية التي يعود أغلبها للحضارتين الآشورية والأكادية اللتين قامتا في منطقة ما بين النهرين قبل أكثر من ألفي عام.
بالمطارق والمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية، دمّر التنظيم آثاراً لحضارات عاشت قبل أكثر من ألفي عام قبل الميلاد.
وكما هي عادتهم، بررّ الإرهابيون جريمتهم بأن هذه التماثيل هي أصنام وأوثان لأقوام كانت تُعبد من دون الله.
الحديث عن العلاقة بين داعش والسعودية، أعاد التذكير بما قامت به السلطات السعودية من تخريب وتدمير للمقدسات الإسلامية في المدينة المنورة ومكة المكرمة. بيت النبي وزوجاته والصحابة وأهل البيت، المساجد التاريخية، والمقابر.. كلّ ذلك لم يسلم من التدمير. وباسم محاربة البدع تارة وتارة اخرى بحجة توسيع الحرم المكي وتسهيل الحج، قامت السلطات بتدمير معالم مكة المكرمة وتحويلها الى مدينة على شاكلة مدن الغرب.
السلطات السعودية التي تقوم بتدمير كل ما له علاقة ببدايات الدين الإسلامي، لا تتردّد في المقابل بصرف ملايين الدولارات على القصور والمباني الرياضية والمهرجانات.
تناقضٌ يدفع المواطنين للسّخطِ والامتعاظ من المؤسسة الدينية التي لا تكف إطلاق أحاديث التسامح، في الوقت الذي لا تملك الإرادة للاعتراف بالمذاهب الإسلامية الأخرى، وتجريم الكراهية الدينيّة التي تشيع في المناهج والخطاب الرسمي.