هذه ليست غزة. هنا القطيف وتحديداً ما بقي من أحياء “شارع الثورة” الذي حوّلته جرافات محمد بن سلمان إلى أَثر بعد عين.
وبعد أنْ كان يضج بالحياة والناس، بات لا يُسْمَع فيه سوى أصوات آليات الهدم التي لم تهدأ منذ السبت 16 أيلول/سبتمبر 2024 حتى اليوم.
سُوِّيت مبانٍ في الأرض، وجُرِفت محال تجارية وتحوّلت إلى أكوام من الردم، وبقيت السفينة شاهدة على الجريمة وتنتظر.
بذريعة التنمية والتطوير، عمل نظام ابن سلمان جاهداً على طمس الهوية، وكيف إذا كانت هوية “شارع الثورة” التي تحمل عناوين الأصالة والكرامة وعدم الخنوع أو الخضوع، وهو شارع احتضن انطلاقة الحراك السلمي في المنطقة.
لم يشفع للشارع جذوره الضاربة في التاريخ، حيث تعود إلى ما قبل إقامة “الدولة السعودية” بنسخها الثلاث.
بات الخراب في كل مكان من الشارع، فيما لم تحصل معظم العوائل المهجَّرة على تعويضات، وإذا حصلت كان بالشيء القليل الذي لا يكفي دفع الايجارات المرتفعة. هُجِّروا من بيوتهم بسطوة التهديد والوعيد، وتحوّلوا من مُلّاك إلى مستأجرين.