السعودية / نبأ – إستراتيجية وطنية للأمن الفكري تدشنها المملكة قريبا. عثمان الصديقي كبير المستشارين في الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية، وأثناء اجتماع مع مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، كشف عن انتهاء السعودية مما اعتبره خطة للأمن الفكري.
ليس المستهجن في الخبر أن النظام السعودي يعكف على التخطيط ووضع الإستراتيجيات المدروسة معمّقاً فحسب، بل الأغرب أن وسائل الإعلام التابعة للنظام أشارت إلى أن ما تسميه الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري استغرقت سبع سنوات من الجهد لإعدادها من خلال الدراسات والبحوث التي شاركت فيها جهات حكومية عدّة.
الأمن الفكري خطة بحسب ما يشير الإعلام الحكومي تستهدف بناء رؤية وطنية تمكن من صياغة استراتيجية متكاملة تأخذ بالمتغيرات كافة ذات العلاقة بالظواهر المرتبطة بتربية الناشئة والتوعية والتثقيف، لمواجهة تيارات التطرف والانحراف الفكري المهددة للأمن.
ولدى البحث عن الجهات المشاركة في استراتيجية الأمن الفكري يظهر على رأس اللائحة الطويلة كل من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يعني وللمفارقة أن جميع قلاع التشدد الديني والتطرف ومؤسساته الحارسة الأمينة على الأفكار المتطرفة، هي نفسها من سيعمل على صياغة برامج لتحصين المجتمع السعودي من اختراقات الفكر التطرف.
فهل أجرت المؤسسة الدينية في المملكة مراجعة فكرية تجديدية تخلت عبرها عن الفكر المتشدد؟ إن لم تكن الإجابة بالإثبات فبالتأكيد ثمة الكثير من الوقت والمقدرات أهدرتها السلطات السعودية على مدى سنوات سبع هي عمر إعداد هذه الإستراتيجية.