أخبار عاجلة

انقلاب مشعل على خطى انقلاب سلمان 2017

نبأ – تحت مسمى انقلاب مشعل، علق القيادي في لقاء المعارضة في الجزيرة العربية الدكتور فؤاد إبراهيم على قرار أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، حل مجلس الأمة، ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن 4 سنوات، وادعائه بأنه ستتم خلال هذه المدة دراسة جميع جوانب المسيرة الديمقراطية في البلاد.

وحذر في سلسلة تدوينات على منصة “X” من أن تتحول الكويت إلى دولة بوليسية يتولى فيها الجهاز الأمني دورا محوريا، ومن حملة اعتقالات واسعة من تيارات مختلفة في سياق الانقلاب على المكتسبات الديمقراطية، مشيرا إلى أن قول أمير الكويت إنّ “الفساد وصل إلى أغلب مرافق الدولة” قد يعني غزوة  “ريتز” كويتية!.

ودعا الكويتيين إلى اليقظة والتنبه إلى ما يحاك، بدءا من إعلان حالة طوارىء وتعطيل آليات المحاسبة والمراقبة، وتاليا سرقة الصندوق السيادي مع “الشقيقة الكبرى”، في إشارة إلى السعودية. وقال إن الطاغية في الخليج إذا أراد البطش بمواطنيه، يرفع شعار “مكافحة الارهاب”، وإذا أراد تصفية خصومه يرفع شعار “مكافحة الفساد”، موضحا أن أمير الكويت لا يختلف عن الملك السعودي سلمان وابنه محمد، فجميعهم طغاة فاسدون مستبدون.

ولفت د. إبراهيم إلى أن مشعل الأحمد، ومن أول خطاب له في مجلس الأمة، كان واضحا أنه يمهّد لعملية انقلابية واسعة النطاق، وما زيارته إلى الرياض ولقاؤه بالملك سلمان في 30 يناير الماضي إلا لإعداد خطة الانقلاب على الديمقراطية.

وأوضح أن حكام السعودية، ولعقود خلت، كانوا يطالبون أمراء الكويت بإلغاء مجلس الأمة، وتغيير الدستور، إلا أن الجواب كان سلبيا إلى أن جاء مشعل الأحمد، وحقق الرغبة السعودية، لغاية في نفسه ونفس حلفائه في الرياض، متحدثا عن شائعات بأن مشعل يسعى لتحويل نظام الحكم في الكويت من إمارة إلى مملكة، وتعيين ابنه وليا للعهد، ويكون الحكم وراثيا مع تقليص صلاحيات مجلس الأمة.

وأضاف أن ماقام به أمير الكويت مشعل بتغيير الدستور، هي خطوة سبقه إليها الملك السعودي سلمان بتغيير مواد في النظام الاساسي للحكم “على تفاهته”، فقط من أجل إفساح الطريق لابنه محمد للوصول إلى العرش بطريقة نظامية، محذرا من أن الكويت تدخل مرحلة عصيبة في ظل “انقلاب قصر” آخر يشهده الخليج بعد انقلاب الرياض في يونيو 2017.

واستغرب د. إبراهيم التبريكات بانقلاب مشعل على الدستور والمؤسسة الدستورية الأولى، قائلا إن الخوف سابقا كان من رجال الدين الذين يضفون مشروعية على اقترافات الطغاة بمصادرة مكتسبات الأمة، إلا أن اليوم، الخوف من جحافل المتنطعين، الذين تجدهم على منابر الجامعات وفي محطات التلفزة والإذاعات وفي الصحف والمجلات. ولفت إلى أنه حين يتصالح المثقف مع ذاته يكون تلقائيًا مع الديمقراطية، ويأنف من أي مساس بمكتسبات الشعب، وفي حال بارك الانقلاب على الديمقراطية فهو إما منافق أو ليس مثقفا في الأصل بل دخيل عليها، موضحا أنه ما ضيّع مكتسبات الشعوب إلا “أفيون” “سمعا وطاعة ولو جلد ظهرك”، وهو ما يزيد الطغاة غيا وطغيانا، ويزيد المرجفين جرعة أفيون الاستقالة وابتكار ذرائع الانسحاب وإخلاء الساحة أمام الطغاة ليعيثوا فسادًا في مال الله وانتهاكًا لحقوق عباده.

ونبه إلى أن الحل، في حال وقوع أخطاء في التجربة الديمقراطية ليس بالعودة الى الديكتاتورية بل بالمزيد من الديمقراطية.