إلى أي مدى يمكن أنْ يكون التطبيع السعودي – الإسرائيلي دافعاً نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟
يلخص هذا السؤال ما كتبه يوجين تشاوسوفسكي، المدير الأول للتطوير التحليلي والتدريب في “معهد نيو لاينز”، في مقال نشره موقع “ذي ناشونال انتيرست” يوم 30 أيار/مايو 2024، والذي يتناول الدور أو التأثير السعودي على مجريات العدوان على غزة، مشيراً إلى أنّ “الرياض واحدة من اللاعبين الدوليين المشاركين في الصراع ومن بيدها مفاتيح لجم الحرب إنْ أرادت ذلك”.
وأبعد من ذلك، ذهب الكاتب إلى اعتبار أنّ “موقف الرياض ليس فقط عاملاً مهماً في تطوّر الحرب على غزة، بل يمكن أيضاً أنْ يكون مؤشّراً لاتجاه مستقبل الصراع في المنطقة”.
من هنا، فإنّ السعودية ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية لم تدفع دولياً باتجاه وقفها ولم تستخدم أوراق الضغط الكثيرة التي تملكها لوضع حد لوحشية الاحتلال، بل مضت في كل اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين الأميركيين والأوروبيين تبحث في كيفية استغلال الأحداث لتحقيق مصالحها وصولاً إلى صفقة التطبيع.
وبناء على ذلك، فإنّ “الدفء الديبلوماسي بين الرياض وتل أبيب”، وفق الكاتب، “عاد ليتَّخذ زخماً مع إحياء مفاوضات التطبيع من جهة، والاتفاقية الدفاعية مع واشنطن من جهة ثانية، ما يحقق في نظر المملكة تنويع مصادر الطاقة ولواشنطن مواجهة النفوذ الصيني”.