في ظل أهمية سؤال هذا الرجل الآسيوي عن بيت الرسول (ص) الذي يصب في خانة المَنطق، يبرز سؤال آخر: ما الذي بقي من آثار الرسول الأكرم وأهل بيته عليهم السلام؟
يحدث في مكّة، منذ ما يُقارب 5 عقود، عملية تغيير ممنهَج لهُوية البلاد، والتي كانت على مرّ قرون قيمة روحية للمُسلمين، تتجلّى فيها السيرة النبوية.
ففي عام 1926، قام آل سعود بهدم قبور أئمّة البقيع عليهم السلام. هدم الوهابيّون أيضاً قبر حمزة بن عبد المطّلب وجرفوا طريقَي بدر وأُحُد.
واستبدلت السلطات السعودية بيت السيّدة خديجة بمراحيض عامّة، مُحَوِّلةً بيت الرسول إلى مكتبة مكة المكرّمة، وسط مزاعم من “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بعدم جواز زيارة الموقع، بالإضافة إلى هدْمها 7 مساجد في المدينة المنورة، أبرزها “مسجد سلمان الفارسي”، “مسجد فاطمة” و”مسجد القبلتَين”.
وفي ظلّ تعمُّد الحكومة السعودية تدمير الآثار الإسلامية بحجّة أنْ لا يعبدها الناس مِن دون الله، لُوحظ أنّ منطقتَين وحيدتَين لم تطَلْهُما أيادي الهدم، وهما منطقة “خيبر” التي يؤمّها اليهود حتى اليوم، و”الدرعية” التي تحوي آثاراً للملك عبد العزيز، الأمر الذي يؤكّد على خطّة إبعاد الناس عن الدِّين وترسيخ هُوية آل سعود لديهم.