مضى أكثر من عام على بدء الحرب في السودان، التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل 2024، بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، وأحدثت مزيداً من الدمار على كل المستويات في طول البلاد وعرضها، وسط تَزايُد التحذيرات الأممية والدولية من خطر استمرار الحرب وآخرها تحذير أطلقه “برنامج الأغذية العالمي” من تداعيات الأزمة على دول الجوار لاسيّما مع تفاقم موجة اللجوء جراء الحرب.
وفي وقت يستمر فيه التبادل العنيف للقصف بين الجيش و”الدعم السريع” في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، تعرّضت محطة التوليد الكهربائي في شمال الخرطوم لدمار هائل واحتراق من دون إعلان أي جهة مسؤولية استهدافها.
وهاجر أكثر من مليونَي شخص إلى خارج البلاد، خاصة نحو دولتَيْ تشاد وجنوب السودان، فيما سُجِّلت زيادة في الأعباء الاقتصادية والمالية وتَراجعٌ في الناتج القومي إلى قرابة النصف، إضافة الى تآكل العملة الوطنية.
برغم ذلك، تسعى كل من الرياض وأبو ظبي إلى توسيع وجودهما في السودان وسيطرتهما على القرار فيه. فالرياض تعتبر أنّ انتصار الجيش السوداني سيعزّز من مكانتها في العالمَيْن العربي والإسلامي، أمّا الإمارات فترى أنّ أي مكاسب تحققها “الدعم السريع” ستخلق نفوذاً لإضعاف قبضة الرياض وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحديداً على الشرق الأوسط ما يعد فوزاً لأبو ظبي.
لا يبدوأنّ هناك أفقاً قريباً لنهاية الحرب في السودان، على رغم كل الدعوات الأممية والدولية لتجنيب هذا البلد أسوأ كارثة إنسانية.