لم يكن تشيد الميناء الأمريكي العائم قبالة سواحل شاطئ غزة إلا خدمة للاحتلال الإسرائيلي، إذ أنّ المساعدات التي كان من المتوقّع أنْ تصل بشكل مكثف إلى المدنيين في القطاع لم يصل منها سوى القليل، حتى باتت معدومة بسبب الضرر الذي لحق بالميناء جرّاء الأمواج العالية، فضلاً عن إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر البرية.
بَيَّن الرصيف العائم الذي بناه الجيش الأمريكي عن هشاشته في مواجهة الأمواج العالية أكثر مما كان متوقَّعاً، وأصبح مستقبل المشروع الذي بلغت كلفته 230 مليون دولار موضع تساؤل، إذ لم تصل سوى ما يقارب 250 شاحنة محمَّلة بالأغذية والمساعدات الإنسانية طوال فترة تشغيل الرصيف حتى الآن.
أقرَّ “البنتاغون” بالتحديات التي يواجهها الرصيف، إلّا أنّه نفى اتخاذ قرار بإزالته مبكراً. وجاء نفي الخبر بعد إعلان القيادة المركزية الأمريكية، في 15 حزيران/يونيو 2024، عن نقل الرصيف العائم مؤقتاً من موقعه على شاطئ قطاع غزة إلى “ميناء أسدود” في الأراضي المحتلة بذريعة “توقُّعات بارتفاع أمواج البحر”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، يوم 7 آذار/مارس 2024، عن أنّ الرصيف المؤقت سيتيح زيادة كميات المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة بشكل يومي.
أثار تشييد الولايات المتحدة الميناء تساؤلات لمحللين ومراقبين، منها: هو فعلاً ممر إنساني لأهالي غزة أم هو واجهة بحرية لدعم الاحتلال الإسرائيلي؟ وهل أتى تشييده على خلفية منع السفن في البحر الأحمر من الابحار إلى موانئ الاحتلال؟ وهل الميناء عبارة عن جشع أمريكي للتنقيب عن الغاز؟