أنْ تكون من القطيف وتعيش في المدينة النفطية التي تُنتج ما يزيد على 800 ألف برميل من خام النفط يومياً، يدفع الكثيرين للاعتقاد بأنْك تعيش حياة رفاهية تتوافر فيها جميع الخدمات، لكنّ حقيقة الأمر تعكس صورة مختلفة على الأرض.
تظهر الحقيقة في الإهمال والتقصير والتراخي في الخدمات الحكومية وتحديداً البلدية في المنطقة، ما دفع “جمعية الفردوس لإكرام الموتى” إلى توقيع مذكرة تعاون مع “شبكة القطيف الصحية لإكرام الموتى”، تتضمّن تنسيق الجهود بخصوص استلام جثامين المتوفين من “مستشفى القطيف المركزي”، كما جرى الاتفاق على إتاحة الفرصة للمتطوّعين في المساعدة بما يضمن إكرام الموتى.
ورغم أنّ هذا الأمر يُعدُّ من مسؤوليات البلدية، إلّا أنّها لا تتحمّل مسؤولياتها حيال هذا الملف رغم النداءات والمطالب التي يرفعها أهالي المنطقة.
وقد شهدت المنطقة العديد من الحوادث المرتبطة، مثل تقاعُس سائقي سيارات نقل الموتى عن أداء واجبهم إلى حد عمد عنده أهالي المتوفين إلى نقل الجثامين في سيارات عادية، وباتوا يرون المبادرات الاجتماعية كبديل عن الغياب الحكومي.
ووسط كل ذلك، لا تخلو البيانات الحكومية من التطبيل لبنود سياسات “التطوير” وإطلاق المشاريع التنموية هنا وهناك، في حين قد يجد أهالي المتوفّى أنفسهم عاجزين حتى عن تأمين سيارة لنقل جثامين أحبائهم وإكرامهم بالدفن!