السعودية / نبأ – وإن انحسرت لغة العقل في المنطقة أمام نياران غارات الغرور والتهور، إلا أن خطاب الحوار والحل السياسي للحرب على اليمن لم يغب تماماً. حوار يؤكد المراقبون أنه سيأتي عاجلاً أم آجلاً كحل وحيد مهما طال التعنت ومهما استطالت حفلات الجنون. من الجزائر إلى مسقط مروراً بطهران وقبلها بغداد، مساع لبلورة مبادرات تقوم على حل سلمي للصراع.
الجزائر ومن خلال موقعها الحيادي والرافض للعدوان، دخلت على خط التواصل العربي الإيراني وفق ما تنقل وكالة الأناضول عن دبلوماسي جزائري كشف عن رسالة سعودية إلى إيران تطلب فيها الرياض توقف طهران عن دعم حركة أنصار الله كشرط يسبق أية اتصالات لوقف الحرب.
مقابل الرسالة السعودية يشير المصدر الجزائري إلى وجود رسالتين من إيران إلى السعودية، مفادهما تأكيد إيراني على على ضرورة وضع حدّ للنزاع المسلح في اليمن بشكل يمنع تحوله إلى حرب إقليمية كبرى.
الجزائر بدورها يبدو أن دورها لا يقتصر على نقل الرسائل بين ضفتي الخليج، بل تعدّاه إلى طرح مبادرة تنص على إيقاف الحرب ورفع الحصار، مقابل تولي الجيش اليمني تسلم الأمن في البلاد، مع تشكيل هيئة لإدارة الحكم في اليمن، إدارة يكون أحد أعضائها بحكم التسوية عبد ربه منصور هادي.
من الجزائر إلى مسقط، عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي نأت بنفسها عن عواصف الحرب، تستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مرتضى سرمدي، في جعبة الدبلوماسي الإيراني مقترح للحل أسلف الإشارة إليه الثلاثاء نائب وزير خارجية طهران حسين أمير عبداللهيان، عبدالهيان كان قد أكد على أنه بمقدور كل من طهران والرياض التعاون لتسوية الأزمة اليمنية.
فهل بإمكان هذه المبادرات أن تلقى تجاوباً مبكراً من الرياض في سبيل تلقف فرص الخروج من شرنقة المغامرة، أم يتأخر النظام السعودي مكابراً حتى يوقظه الواقع الميداني إلأى عدم جدوى تكرار ضرب الرأس بالجدار؟