السعودية / نبأ – إعتبرت إدارة صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "تصريحات السفير السعودي (في لبنان) علي عواض عسيري تشكل تهديداً مباشراً يمس حياة العاملين في الجريدة، بالإضافة إلى كونه يمثل إعتداءً سافراً على حرية التعبير في لبنان، وتجاوزاً فاضحاً للأعراف والقوانين".
وحملت "الأخبار" عسيري وحكومته "المسؤولية الكاملة عن أي نوع من الأذى المعنوي والمادي والجسدي تتعرض له، وهي تحتفظ لنفسها بحق مقاضاته وملاحقته أمام كل الجهات القضائية والهيئات المعنية لبنانياً وعربياً ودولياً".
يأتي ذلك بعد أن شنّ السفير عسيري هجوماً على الصحيفة بسبب ما أسماه "تجاوزاتها المتكررة بحق المملكة ورموزها"، وقال لجريدة "الوطن" السعودية "إن هذه الصحيفة إعتادت الترويج لأكاذيب وإتهامات للمملكة وقياداتها، وجاء وقت أن تقف عند حدها".
وتابع: "كلفت السفارة السعودية في العاصمة اللبنانية بيروت فريقاً قضائياً لمحاسبة ومقاضاة الصحيفة التي اشتهرت بانتمائها إلى محور إيران، حزب الله، سوريا وسعيها إلى التسويق لمبادئ ما يعرف بمحور المقاومة" على حد تعبيره.
ورد رئيس مجلس إدارة الصحيفة إبراهيم الأمين، في مقال بعنوان "مملكة القهر و«الأخبار»"، على تصريحات السفير السعودي متسائلاً: "ما الذي تريد أن تفعله بعد يا سفير آل سعود؟".
وإعتبر الأمين إلى أن سفارة آل سعود (حسب تعبيره) تقود سياسة كمّ الأفواه منذ اليوم الأول لصدور الصحيفة، ذاكراً بعض ما قامت به السفارة تجاهها، من محاولات الترغيب والترهيب بقصد وقف إنتقاد المملكة وحجب موقع الصحيفة وصفحاتها داخل المملكة، بالإضافة إلى منعها أي صحافي أو أكاديمي أو ناشط في السعودية من الكتابة في الصحيفة أو التواصل معها، بالإضافة إلى منع أي موظف أو صحافي في الصحيفة من دخول دول مجلس التعاون الخليجي.
وذكر أنّ السفارة تفرض على كل الوكالات الإعلانية التوقف عن نشر أي إعلان في «الأخبار» تحت طائلة مقاطعتها، بالإضافة إلى تحريض القوى والشخصيات على مقاطعة الصحيفة والعمل ضدها.
وأشار إلى محاولات السفارة إفلاس الصحيفة عبر شن حملة قضائية ضدها بالتعاون مع فريق "يعمل معها في لبنان"، موضحاً أنّه فريق 14 آذار، بالتعاون مع بعض النافذين في الجسم القضائي، بالإضافة إلى محاولاتها لمحاصرة الصحيفة خارجياً من خلال تشجيعها ومساهمتها في "لعبة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة إغتيال رفيق الحريري" تحت غطاء قانوني.
وأوضح أن عبارة «حان وقت أن تقف عند حدها» التي قالها عسيري أمس لصحيفة "الوطن"، قد سبق وقالها سعد الحريري في إجتماع مع إعلامييه وأمنييه، وقال أنّ السفير طلب من الحريري أن يوافق على مشروع للنائب عقاب صقر بشن حملة شخصية ضد إدارة «الأخبار» بحجة أن الجريدة تعرّضت له شخصياً.
ولفت أخيراً إلى تعاون السفارة مع الأميركيين في مواجهة نشر وثائق ويكيلكيس بقصد منع تعميم فضائح المملكة في لبنان والعالم العربي، وممارستها الضغوط بقصد منع نشر الوثائق حولها.
وإختتم الأمين متوجهاً إلى المملكة وممثليها، بأنّ "الأخبار جزء من حركة المقاومة ضد كل أدوات القهر والظلم في لبنان والمنطقة والعالم". وأن "ما يريحنا ويشعرنا بأننا على صواب هو ما تقومون به. وهي معركة نعرف، من اليوم الأول، كلفتها. سبق أن قلنا: إن كل ما نتعرض له سببه دعمنا لخيار المقاومة والتحرر".
وأضاف: "نحن لا نملك سوى كرامتنا وحريتنا وموقفنا الذي لم يتغير. ولن يحصل. وإذا كانت دماؤنا تغذي روح المقاومة وحركتها، فلا شيء يمنعنا من التمسك بموقفنا".
وتابع: "أما أنتم، أهل الجهالة والتخلف والتعصب والتكفير والإرهاب، فلن تتساهل معكم الشعوب العربية طويلاً، رغم حملات التزوير الإعلامي الضخمة، ولن يحتملكم الرأي العام العربي طويلاً، فاذهبوا وافعلوا ما يطيب لكم، وما تقدرون عليه. أما نحن، فلم تُخفنا يوماً دولاراتكم المبللة بالدم، ولا سياراتكم المفخخة. رهاننا على شعب الجزيرة العظيم الذي سيلفظكم عاجلاً أو آجلاً الى مزبلة التاريخ، حين تهب عواصف الحرية القادمة الى قلب جزيرتنا العربية!".