السعودية / نبأ – كثيفة هي الأوامر الملكية السعودية في هذه الأيام، آخر فصولها أمر صادر عن سلمان بن عبد العزيز بدمج الديوان الملكي وديوان ولي العهد في جهاز واحد. دمج يحمل دلالات سياسية غير خافية وإن كانت تداعياته العملية محدودة.
في نص الأمر الجديد إشارة واضحة إلى ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف، هذا الأخير هو من اقترح إعادة تنظيم وارتباط ديوانه بحيث يصبح في بوتقة واحدة مع الديوان الملكي.
توحيد ينم بوضوح عن نية من يوصف بالرجل الأقوى داخل المملكة تعزيز سلطانه وتوسيع دائرة نفوذه، محمد بن نايف ليس رقما عاديا، هو القابض اليوم على كل مفاصل المملكة من الداخل، إمساكه بوزارة الداخلية وولاية العهد يجعل صاحبة كلمة فصل إن لم تكن الفصل في كل صغيرة وكبيرة داخل البيت السعودي.
أكثر من ذلك، رئيس مجلس الشؤون الأمنية والسياسية لا يبدو معزولا من مجمل الديناميات السعودية المتصلة بالسياسات الخارجية للمملكة، بل قد يكون في لبها. خبرة نائب رئيس مجلس الوزراء وعلاقاته الوثيقة بالأمريكيين ومعرفته بقواعد اللعبة السياسية تجعله متفوقا دونما شك على عمه العجوز المريض وابن عمه قليل الحظ من التجربة والموصوف في أوساط سعودية واسعة بالصبي الطائش.
بالنتيجة لا يظهر مستغربا القول إن محمد بن نايف يتطلع إلى الكرسي الأول في المملكة وإنه يعبد الطريق للتربع على العرش المهتز. توطئة يعسر الجزم بأنها ستكون يسيرة على صاحبها، أعداء ولي العهد كثر والممتعضون من تقدمه أكثر منهم.
العناصر المتطرفة على رأس القائمة، ما بينها وبين بن نايف حسابا قديما لم يقفل بعد، يضاف إليها مئات الأمراء الذين تقلقهم شهوة السلطة وتشتعل في بواطنهم نيران المنافسة.