من واشنطن، وعلى لسانِ سفيرِ المملكةِ وقتها، عادل الجبير؛ أطلقت الرّياضُ الحربَ على اليمن. وبحضور وزير الخارجيّة الأمريكيّّة، كيري، اليوم.. وعلى لسانِ الجبيرِ نفسه، بعد استلام الخارجيّة، يُعلنُ الأخيرُ عن هدنةٍ إنسانيّةٍ لأيامٍ معدودةٍ.
المشهدُ مسرحيّ بامتياز. يتحدّث السعوديّون والأمريكيّون عن هدنةٍ لتحريكِ الإغاثة وإيقافِ الكارثةِ الإنسانيّة في اليمن بعد مرور أكثرِ من أربعين يوماً من الدّمار والقتل الهمجيّ. يتحدّثون عن وقفِ إطلاقِ النّار، وعن إنشاء مركزٍ للإغاثة، وعن مؤتمر للحوار السياسيّ اليمنيّ.. أحاديثٌ تتقاطرُ من حروفها جثامينُ الأطفال والنّساء، وبين أسطرها تكاد تطير ملامحُ المؤامرة المزدوجة في اليمنِ، وعلى اليمن: مؤامرةٌ تتقاطعُ فيها مصالحُ السّياسةِ والاقتصادِ، وبحصان طراودة اسمه: تنظيم القاعدة.
الشّعبُ اليمنيّ وضعَ يدَه على المسرحيّة، وقبل أن يرتقي المهرِّجون فوق المنصّة.
أحرقَ اليمنُ رهاناتِ الرياض، وأفشلَ مراهنات واشنطن، وتطابقَ البيتُ الأبيض مع البيتِ الهزّاز.. أعْلنا الحربَ سويةً، وأُرغِما على إيقافها معاً..
لم يُحقّقِ العدوانُ شيئاً من أهدافه، ولم تنجح دموعُ التّماسيح في تمريرِ الأكاذيبِ، واضطر آل سعود لكي يرفعوا راية الاستسلام وتحت لهيبِ ردود الأفعال الضاربة في العمق السعودي.