اليمن / نبأ – بعد ساعاتٍ من نهاية المؤتمر الصحافيّ الذي جمعَ وزيري خارجية السعودية وأميركا، والذي جرى فيه الحديث عن هدنةٍ إنسانيّة في اليمن، ظهرَ الناطق باسم العدوان السعوديّ، أحمد عسيري، وأطلقَ التهديداتِ باتّجاه صعدة.
تصريحاتُ عسيري كشفت أنّ السعوديّةَ لن توقِف الحربَ حتّى تُحقّق إنجازاً على الأرض، وهو إنجازٌ تظنّ الرّياضُ أنّه يبدأ من صعدة.
قصف متواصل خلال السّاعات الماضية طالَ صعدة.
الطيرانُ الحربيّ المعادي استهدفَ ضريح السيد حسين الحوثيّ، في رسالةٍ إلى أنّ السعوديّة وضعت صعدة كلّها، بأحياتها وأمواتها، تحت النّار.
حتّى المغيب، هو الإنذار السّعودي الأخير الذي أطلقه العسيري لأهالي صعدة.
المدينة اليمنيّة التي تعدّ معقلاً لحركة أنصار الله، وعاصمةً لمحافظة صعدة، لا يبدو أنّها ستكون سهلةَ المرام لمنْ وصفهم قائد الحركة، عبد الملك الحوثي، بالغزاة.
المدينة التي تمتد في تاريخها الحديث إلى القرن الثالث الهجري هي الآن الهدفُ الإستراتيجيّ للسعودية التي فقدت الأمل من إعادة الرئيس المستقيل عبدربه هادي، ولم تنجح عاصفتها، طوال أربعين يوماً ويزيد، من إنقاذ معاقل تنظيم القاعدة في عدن.
صعدة مُهدَّدة بإبادةٍ جديدةٍ، والتهديداتُ السعوديّة تقول بأنّ محمد بن سلمان يريدها ركاماً على أهلها.
احتفظت صعدة عبر القرون بطابعها العمراني الأصيل، وشكّلت نموذجاً لتطوّر الفنون منذ بداية العصر الإسلامي. في أحشائها لازال التاريخ يحكي عن حضارتها في العلم والدين والثقافةِ والتجارية.. ولكنها كانت أيضاً ميداناً مليئاً بالصّراعات والحروب المتواصلة.
فهل ينجح العدوانُ السعوديّ في العبورِ إلى أهدافه من صعدة؟
صعدة، همزةُ الوصل بين نجد والحجاز، يؤكد تاريخها أنّها كانت أقوى مدن اليمن في مواجهة عادياتِ التاريخ والجغرافيا والحروب.
قد ينجح عسيري في تدمير المدينة، كما هو حال كثير من المدن التي دمّرها العدوان.. إلا أنّ الأربعين يوماً الماضية اختصرت حكاية اليمن ومدينتها الصاعدة في صعدة.. حكاية عجز العدوان عن تركيع أطفالها ونسائها، فكيف بقادتها الكبار؟!