هي مسافةٌ قصيرةٌ تُشبه المسافةَ بين الشّهادةِ والولادة.
في ليلٍ من أحزانِ العاشرِ كان في الأحساء جُرْحٌ نازِفٌ من نينوى ومن العوّاميّة ومن صنعاء وصعدة.. جُرْحٌ لم ينقطع عن الانفجارِ مادام في المملكةِ فكرٌ يرعى الموتَ، ويُغذّي الظلامَ، ويسقي جذور الإرهاب والطائفيّة…
امتدّ الجُرح وسالََ في العواميّة غدْراً واقتحاماً واستباحةً للأهالي.. وسالَ أكثرَ وأحرقَ حرية المواطنين وأحاطَ بأحلامِهم وزجّ بها في أتون العدوان باليمن..
جُرح ليلِ العاشرِ استفاق في أحشاءِ الولادة.. وكأنّ القاتلَ يعرفُ من أين تؤكلُ الفتنةَ، وفي أيّ اتجاه ينفث بالأحقادِ وشظايا الكراهية…
في القديح.. حلّّ الجُرح الأكبر.. من حسينيّة المصطفى.. إلى مسجد الإمام علي.. الجُرحُ أخُ الجرحِ، والمصيبةُ واحدةٌ ومن الصنو ذاته.. والهدفُ نفسه: إيقاعِ المزيدِ من العدوانِ الطائفيّ..
العدوانُ الذي غذته قنابلُ العدوان في اليمن، وتشرّب من روائحها التكفيريون مزيداً من الإجرامِ…
ما حصل اليوم في يوم مبارك، وفي مكان طاهر، وفي ذكرى سبط من أسباط الرّسول الكريم.. هو إشارة بليغة بأنّ النّظام الذي يقتلُ اليمنيين، ويكفّرهم، ويرمي عليهم فتاوى التخوين والرّدة.. لن يكون بعيداً عنه فعْل الأمرِ ذاته مع أهل الأرضِ، ومع أولئك الذين كانوا عنوانا للمطالب الشّعبية والتمسّك بها، رغم الجراح.. والمدرّعات.. والانتحاريين… فهل من مزيد؟