لبنان يستنكر الجريمة بالقديح.. وشخصيات: السعودية تروج للفكر التكفيري

لبنان / نبأ – استنكر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، حادث التفجير الذي تعرَّض له أحد المساجد في بلدة القديح في محافظة القطيف، ووصفه بأنه عمل جبان.

وقال سلام في تصريحٍ له: إن الجريمة الوحشية التي تعرَّض لها مصلون أبرياء إنما تدل على عقل إجرامي أسود لا يقيم وزناً للحرمات ولا صلة له بالإسلام والمسلمين، ويهدف إلى القتل المجاني بغرض إيقاع الفتنة السوداء بين أبناء البلد الواحد.

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين العمل الارهابي، معتبرة ان "داعش ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التي تنتهج إيديولوجية غامضة هي عدوة للإنسان وللأديان على حد سواء".

وفي بيان لها دعت الخارجية الى "رصّ الصفوف لمواجهة آفة الإرهاب التكفيري الذي بات يهدد أمن وأمان وسلامة واستقرار السعودية وكل دول المنطقة من دون تمييز"، مؤكدة على وقوف لبنان إلى جانب القيادة السعودية في حربها الحازمة على الإرهاب حتى استئصاله نهائيًّا من المنطقة.

ودان حزب الله "التفجير الإرهابي الحاقد الذي استهدف مسجد الإمام علي (ع) في بلدة القديح في القطيف، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين مصلياً وجرح العشرات، فيما كانوا يؤدون صلاة يوم الجمع"، معتبرا أن "هذه الجريمة هي واحدة من الجرائم التي تستهدف المساجد والمراكز الدينية على امتداد عالمنا الإسلامي والتي ترتكبها جماعات لا تعرف معنى للصلاة ولا تراعي حرمةً لبيوت الله ومراكز عبادته، ولا تقيم وزناً لحرمة الدماء الطاهرة البريئة التي تُسفك على مذابح الجهل والحقد والتحريض الطائفي والمذهبي".

من جهته، أعرب رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة عن استنكاره الشديد وإدانته للجريمة الارهابية وقال: إنّ هذه الجريمة المشبوهة والخبيثة تحمل معها مخاطر هائلة لأنها تهدف الى إشعال الفتنة بين المسلمين وتخريب عقولهم وتدمير عمرانهم وشق صفوفهم. والفتنة أشد من القتل إذ أنها لا تعرف حدوداً ولا تحتاج إذا انطلقت إلى جواز مرور بل تتفشى لتطال الجميع.

واستنكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري قائلاً في تصريح له: "إن هذا الاعتداء الاجرامي مكشوف بأهدافه ونواياه، لأنه حلقة في سلسلة خبيثة ترمي الى اثارة الفتنة بين أبناء السعودية، وتهديد الاستقرار الذي سيبقى، بإذن الله، علامة فارقة من علامات القوة والوحدة والتماسك الوطني حول الدولة السعودية وقيادتها".

وإستنكرت شخصيات لبنانية الجريمة، حيث ندد سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي بالتفجير الآثم وحمل السلطات السعودية كامل المسؤولية عن الجريمة لأنها هي من روجت للفكر التكفيري، وهي من غذته بالتطرف، وهي من ساعدته على الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين الشيعة بل بحق بقية المسلمين الذين لا يوافقون هذا الفكر في منهجه.

مجلس علماء فلسطين في لبنان، استنكر التفجير الإجرامي وطالب الجهات العسكرية والامنية السعودية بأن "تلاحق هذه الاعمال الارهابية الاجرامية وتمنعها"، موضحا أن "الاسلام براء من هذه الافعال، ومن يقوم بها هو مجرم متآمر على تفتيت الأمة ولا يمت الى الاسلام بصلة".

كما طالب العلماء بـ "اعلان فتوى صريحة أن من يحرض أو يمول أو ينفذ هذه الاعمال بتفجير المساجد هو مجرم وخائن لدينه، ومن يستبيح دماء المسلمين الآمنين هو مرتد"، معزيا "ذوي الشهداء، ومتمنيا للجرحى الشفاء العاجل". 

رئيس حزب اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص دان الجريمة، ودعا الشعب السعودي وأهالي القطيف "لعدم الانجرار وراء مخططات الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تسعى الى زرع الفتنة في مختلف الشعوب العربية، والالتفاف حول بعضهم من أجل محاربة ظاهرة الارهاب التي تتمدد في الدول العربية".

هذا واستنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بشدة التفجير الارهابي، داعياً الى تحكيم الضمير ونبذ التطرف والتعصب والوقوف بوجه الارهاب والتصدي الى التكفيرين اللذين "يبثون الفتن ونشر الفساد وتعميق التفرقة بين المسلمين خدمة لاعداء الدين والانسانية"، مطالبا السلطات السعودية بتكثيف التحقيقات لمعرفة المخططين وانزال اقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم.

من جهتها، نددت "جبهة العمل الإسلامي في لبنان"، في بيان، بجريمة التفجير، واعتبرت أن "هذه الجرائم تصب دون أدنى شك في مصلحة العدو الصهيوني الغاصب"، متسائلة عن كيفية "وصول هذا التنظيم إلى أي بلد عربي أو إسلامي وتنفيذ جرائمه في أي منطقة أو بلدة أو مدينة بشكل دموي وإجرامي، في حين أنه لم يوجه لغاية الآن أي ضربة لكيان العدو الغاصب في فلسطين المحتلة مما يطرح العديد من علامات الشك والاستفهام، والكثير من التساؤلات عن الأهداف والغايات المبيتة له ولأعماله الإجرامية التي أضحت معروفة لدى الجميع ولا تخفى عن أحد".