الشيخ الحبيب: نقول لإخواننا في الدين والوطن أن الإرهاب التكفيري يستهدف الجميع شيعة وسنة

السعودية / نبأ – قال الشيخ محمد حسن الحبيب تعليقاً على العمل الإرهابي الذي إستهدف المصلين بمسجد الإمام علي (ع) في ‏القديح ‏القطيف شرقي السعودية أنّ المسؤول عن هذه الجريمة النكراء، ليس من فجر نفسه وحده، وليس أيضا من زعموا أنهم وراء ذلك وحدهم (داعش نجد)، بل قبلهم وبعدهم ومعهم أرباب الفكر التكفيري وأدواتهم.

وذكر الشيخ الحبيب بحادثة الدالوة قائلاً: "بالأمس كانت الدالوة واليوم القديح ولا ندري ماذا يكون في الغد وبعده؟! والأجهزة ستروي لنا سرعة الإنجاز في الضبط والكشف والضرب بيد من حديد! ولكن بعد إزهاق الأرواح".

ولفت إلى أنّ بعض أهل العلم من المشايخ والدعاة أطلوا علينا بالإدانة فخطبوا وغردوا عن اللحمة الوطنية، ولكنهم نسوا الوصف والترحم والعزاء، ونسى بعضهم أنه محرض بامتياز.

وأشار إلى أنّ بعض الكتاب والبعض من أهل الثقافة ليسوا أحسن حالاً من أولئك الدعاة، موضحاً أنّ وسائل الإعلام التي عبّر عنها بـ"الأوراق الصفراء" مليئة بثقافة البغض والكراهية والشحن الطائفي.

وإعتبر الحبيب أنّ السلطة السياسية في البلاد مسؤولة عما جرى ويجري لأنها غضت الطرف عن مفكري التكفير ومفخخي العقول، مشيراً إلى أنّهم يعبثون بأمن المجتمع من خلال المناهج والإعلام والمنابر.

وبيّن الشيخ الحبيب مسؤولية السلطات، قائلاً: "كان بإمكانها (السلطة) أن تقوم بأمرين وتمنع بهما الخطر عن مواطنيها: الاعتراف بالمذهب الشيعي وتحقيق لوازمه، ومحاسبة قيادات التفخيخ ورجالاتهم".

وإستطرد: "من لوازم الاعتراف بالمذهب صياغة مناهج الدين والتاريخ بالمتفق عليه عند المذاهب الإسلامية أو صياغة مناهج متعددة وفقا للمذاهب الموجودة في البلاد كالمالكية والزيدية وغيرهما، وإتاحة المجال للتعريف بالمذهب في الإعلام فكما يكون للحنابلة ولأتباع محمد بن عبد الوهاب يكون أيضا للشيعة من أتباع أهل البيت ويكون لغيرهم مثلهم".

وأوضح الحبيب أن الاعتراف بالمذهب ضرورة وطنية واليوم وبعد تكرر الأعمال الإرهابية والتي تستهدف الشيعة أصبحت من الواجبات للحفاظ على أرواح المواطنين، مشيراً إلى أنّ الاعتراف بالمذهب يكون بقرار سياسي ولا شأن للمؤسسة الدينية به، علما بأننا لا نستجديه، ولكننا ننبه على أهميته لأنه سيمنع عنا التكفير والتحريض والإرهاب والقتل.

وحول محاسبة أرباب التكفير ودعاة التفتيت والفرقة وأقلام السوء، قال أنّه (عند الشيعة في بلادنا) حُلم وأمنية!، متسائلاً: هل يتحقق ذلك؟ بالفعل وبالعلن وعلى رؤوس الأشهاد؟

وإعتبر أنّ الإعلام الفتنوي يجامل، بينما يستمر في التحريض وبث الكراهية،لافتاً إلى أنّ "الأوراق الصفراء" المملوءة بالحقد والتحريض والكراهية وإن تلونت وجاملت في اليومين القادمين فهي كالحرباء ينبغي عدم التعاطي معها لأنها من مصاديق كتب الضلال.

وأشار أنّه لا يجوز أن ننخدع بالبيانات والتغريدات والخطب التي تتجنب التوصيف بالشهداء والدعاء بالرحمة والرضوان والإدانة الصريحة للجاني وللفكر التكفيري الذي ينتمي إليه.

وأوضح الشيخ الحبيب أن لا علاقة للسنة في المملكة بهذا العمل بل هم من المتضررين. ولكن لنا أن نعتب – من باب الشراكة في الدين والوطن- لماذا السكوت على تكفير الشيعة والتحريض عليهم؟

وتوجه الشيخ إلى "إخواننا في الدين والوطن، قائلاً إن الإرهاب التكفيري يستهدف الجميع شيعة وسنة بل الدولة أيضا ولا سبيل لنا إلا الاتحاد والعمل الجاد في مواجهة التكفير واجتثاث جذوره ورموزه.

علماء القطيف يدعون إلى تشكيل لجان شعبية لقطع الطريق أمام الأعداء من تكرار جرائمهم