السعودية / نبأ – اليوم الثاني على جريمة القديح، إنجلت غبرة التفجير الآثم في بيت الله، لكن الدماء وآثار الدمار والخراب، لا تزال شاهدة على تدنيس حرمة المسجد بالأمس.
صباح اليوم التالي للغزوة التكفيرية لبلدة القديح الوادعة، بدا الجرح في نفوس الناس هنا، أعمق منه في أجساد عشرات المصلين ممن حضروا إلى صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي.
بيان وزارة الصحة أوضح أن ثلاثين حالة من جرحى تفجير القديح تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفيات بعد أن أتموا علاجهم، وأشار البيان إلى أن من بين االجرحى ثمان وخمسين مصاباً لا زالوا يتوزعون على المستشفيات لتلقي العلاج، فيما سجلت إثنا عشرة حالة توصف بالحرجة.
الوزارة أكدت على إعلان حالة الإستنفار القصوى للأطقم الطبية والإسعافات المجهزة، واعتبر بيان الوزارة أن جميع المستشفيات في المنطقة لديها الجاهزية الكاملة لاستقبال الحالات الطارئة، وأن وحدات الدم الإقليمي كافية.
إلا أن الأهالي اشتكوا من تعاطي السلطات المختصة مع تداعيات الجريمة، حيث تكشف حجم كبير من الإهمال والتقاعس، وبين استحقاق تفجير مسجد القديح ضعف الخدمات في المنطقة، كما وصف أبناء المنطقة معالجة السلطات لتداعيات التفجير الإرهابي، بأنه لم يرق إلى المستوى المطلوب.
إهمال في الجانب الصحي يضاف إلى الإهمال على المستوى الأمني، وقبل الإهمالين سياسة غض الطرف عن المتعصبين وفتاوى التكفير وبيانات التحريض، ودعم متواصل لمناهج الفكر المتشدد ومدارسه وكتبه.
كل هذه السياسات زادت آلام أهالي القديح، وعمقت جراحات ضحايا مسجدها.