السعودية / نبأ – هو السفاح بشهادة أصدقائه والأعداء، روح العنجهية والإستبداد المتأصلة فيه وراثة، ألبسها اليوم أقنعة من خطاب الوطنية والوحدة والتضامن مع مواطنيه المثكولين.
أقنعة لم تلبث طويلاً حتى كشفت عن لغة التهديد والوعيد. لم يرق لسمو الأمير أن يخدش مواطن صورة نظام الإستعلاء والتمييز والتهميش. لا يعترف سموه بتقصير الدولة وإهمالها، لكن الأسوأ من ذلك أن صاحب السمو الملكي لا يقر بمسؤولية نظامه عن خطاب الكراهية والتحريض، وفتاوى التكفير.
التكفير الصادر من أقلام بعض الكتاب وخطب زمرة من مشايخ الفتنة والعصبية، إن تنصل منه آل سعود، فليس بمقدورهم التبري من أميرهم على المنطقة الذي يصف شعبه بأحفاد ابن سبأ.
هو التعاطف الموسمي إذاً. تعاطف أعجز من أن يقنع أهل المنطقة الشرقية عموماً، والقطيفيين خصوصاً، وأضعف من أن يشق الطريق بالأمير ممثل جلالة الملك إلى خيمة العزاء في بلدة القديح.
الجموع التي خرجت في يوم تشييع الشهداء، والشعارات التي رفعت أسفرت عن وعي هذه الجماهير ومعرفتها بالقاتل الحقيقي، والشريك غير الرسمي، في رسائل الإجرام التكفيري الدامية، المتوالية إلى المنطقة.
فوق هذا الإمعان للنظام في سياساته المستهترة بدماء مكون أصيل من شعب هذه البلاد، يستكثر سمو الأمير على أبناء شعبه الموضوع تحت وطأة القتل والذبح، أن يقوموا بتشكيل لجان أهلية، قالوا من اليوم الأول، إنها ليست بديلاً عن الدولة وقوات الأمن، إنما هدف تطوع الأهالي وشباب المنطقة محصور في البقاء على حذر وانتباه إلى ما تحيكه التنظيمات التكفيرية، وذلك لجملة من المبررات، أهمها عجز هذه السلطة عن حماية شعبها، الأمر الذي لم يعد بإمكان هذا النظام عدم الإعتراف به، فضلاً عن ثقة الناس التي تتقلص يوماً بعد آخر بهذا النظام ومصداقيته.