أخبار عاجلة

اللجان الأهلية في القطيف: المواطنون كانوا حريصين مبكرا على مواجهة الإرهاب التكفيري


السعودية/ نبأ- نجت الدمام من مجزرة جديدة كادت أن تودي بحياة المئات، لولا يقظة اللجان الاهلية.

أربعة شبان من اللجان افتدوا بأنفسهم.. الشاب عبد الجليل الاربش اقدم على التضحية بنفسه ومنع الانتحاري من تفجير نفسه بين المصلين في تفجير هو الثاني من نوعه بعد تفجير مسجد الإمام علي في القطيف الجمعة الماضية.

حواجز الاسمنت والحديد والسلاسل المعدنية خير دليل على ان اللجان الاهلية متأهبة وحذرة من دخول اي غريب على المنطقة.

ناشط سياسي قطيفي يعود بالذاكرة الى عام 2005 ويؤكد ان تجربة اللجان الأهلية تعود إلى ذلك التاريخ؛ وبحسب ما يؤكد مستحضراً أجواء الشحن المذهبي والأعمال الطائفية المتصاعدة في العراق، حين كان تنظيم داعش لا يزال في رحم القاعدة، منفذاً أعتى عملياته الانتحارية وهجماته الإرهابية على المسلمين الشيعة هناك.

آنذاك، كانت التفجيرات قد بلغت ذروتها، أيام إحياء مراسم عاشوراء، ترافقها تهديدات ضد الشيعة في كل مكان. في 2005 أطلقت السلطات السعودية حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب، وكان أبناء منطقة القطيف المستهدف الأول من موجة الإرهاب التكفيري،

في ذكرى عاشوراء من ذلك العام، كان عمل هذه اللجان فاعلاً، حيث اتخذت هذه المجموعات إجراءات احترازية في القطيف وساحة «القلعة» وسط المدينة، أسهمت في تأمين المواكب والمسيرات التي تخرج لإحياء هذه الشعائر، رافعة للمرة الأولى شعار «كلا كلا للإرهاب».

المطالبة مجدّداً بتشكيل اللجان الأهليّة، هذه المرّة، لم تأتِ من فراغ.

جريمة القديح حملت معها شظايا جريمة الدالوة.. وجاءت جريمة العنود لتملأ المشهد قناعاتٍ لدى المواطنين بضرورة الحماية الأهليّة، مترافقاً ذلك مع عجز متواصل من الدولة لتأمين هذه الحماية.

عجزٌ يتأكّد مع تساهل مفضوح مع المنابر الطائفيّة وعدم مبادرة الدولة لتوفير علاج جذري للتوجهات التكفيرية في البلاد.

النخب الثقافية وعلماء الدين والنشطاء الميدانيين، يجمعون على أن خيارَ اللجان الأهلية أمرٌ حتمي. هم يؤكدون أنّه لن يكون الغرض منها الاصطدام مع الدولة، وأن وجهتها الرئيسية هي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي يتوعّد بالمزيدِ من الجرائم.