السعودية / نبأ – السعودية تحول مهد الأيديولوجية الوهابية إلى بقعة سياحية.
تحت هذا العنوان شنت صحيفة نيويورك تايمز هجوما على المملكة التي بدأت مشروع تطوير الدرعية التاريخية. التقرير أشار إلى أن الدرعية هي الواحة التي شهدت قبل أكثر من مئتين وخمسين عاما تحالفا غير مسبوق بين آباء العائلة الحاكمة السعودية وما اعتبرته الواعظ المتشدد المنبوذ محمد عبد الوهاب.
وأوضحت أن آل سعود سيطروا على معظم شبه الجزيرة من خلال تبتنيهم للعقيدة الدينية لابن عبد الوهاب، وتوظيفها لإعلان الجهاد ضد كل منْ يقف في وجههم.
وأوضح التقرير أن الوهابية تسعى إلى تحويل المكان الذي شهد بداية هذا التعاون السياسي- الديني إلى موقع سياحي من الطراز الأول.
الصحيفة اعتبرت أن مشروع تكريم الوهابية يأتي في وقت صعب بالنسبة للمملكة السعودية, حيث الثورات الشعبية والحروب الأهلية التي تربك النظام الإقليمي، إضافة إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط تضر بالموازنة الوطنية.
علاوة على ذلك تتهم المملكة بدفع تيار ديني متشدد وغير متسامح، يشبه ما يدين به مقاتلو تنظيم داعش, إلا أن ذلك لا يمنع المملكة من تقوية علاقتها بجذورها وقائدها الديني.
وأشار التقرير إلى أن الكثير ينظرون إلى تصاعد الإسلام الوهابي في العالم باعتباره منشطِّا للتنظيمات الجهادية مثل القاعدة وداعش.
وأوضح أن الكثير من المراقبين يربطون الإهتمام الذي يوليه البيت الملكي بالدرعية, بمصالح سياسية أكثر من حماية التاريخ.
يُشار إلى أن النظام السعودي أهمل ودمر في الماضي مبان تراثية، ومستوطنات مسيحية ومواقع إسلامية, ومنها منزل زوجة النبي الأولى الذي تحول إلى دورات مياه عامة, ومنزل أبو بكر الذي تحول إلى فندق, بالإضافة إلى تغيير معالم مكة.
المحاضرة في لندن بكلية الاقتصاد مضاوي الرشيد اعتبرت أن البيت الملكي السعودي يحاول تحصين شرعيته من خلال فقدان الذاكرة التاريخية للمملكة.
الرشيد تؤكد أن الدرعية مهمة للغاية بالنسبة للبيت السعودي لأن كل شيئ بدأ هناك, فالبيت الملكي يريد أن يقول أن لا تاريخ لشبه جزيرة العرب قبل قدومه.