السعودية / نبأ – على بعد عشرة كيلومترات من مدينة الدمام، يهب الأمير مقبرة يستر بها عورة نظامه الطائفي وسياسات التهميش، بعد الفضيحة التي طالته، فضيحة عدم السماح بإقامة مقبرة لشريحة واسعة ومكون أساسي في البلاد، كشفها تفجير مسجد الإمام الحسين في حي العنود.
لكن الغريب ما يؤكده شهود أن الأرض الممنوحة للمقبرة الجديدة، فضلاً عن بعدها من المدينة، لا تقع في أراضي الدمام بل داخل النطاق الإداري لمحافظة القطيف، مع تخصيصها لدفن متوفي مدينة الدمام.
هل في ذلك إصرار على الإساءة وتعمد لغياب العدالة، يسأل مراقبون، ويؤكد بعضهم أن عمل النظام بردة الفعل هذه وحده كفيل بإثبات غياب الإرادة الجادة لرفع الظلم والإجحاف وسياسات التمييز والتهميش والممارسات الطائفية والعنصرية، ضد جزء من مكونات المجتمع في المملكة، لم يسلم أحياءه منها بل لاحقت الأموات منهم كذلك.
طائفية شكلت على مدار عقود الصبغة التي اصطبغ بها النظام السعودي، وما فارقت يوماً سياساته وأيديولوجيته. فهل تحقق الأحداث الأخيرة لأمرائه صدمة إيجابية، تدفع به باتجاه إحداث انقلاب حميد، ينقذ المجتمع السعودي من براثن الطائفية والتكفير والمذهبية البغيضة، وآثارها المدمرة على أمن هذا الشعب واستقراره. يصعب التفاؤل بالوصول إلى هكذا موقف متقدم، وجود جرأة المراجعة لدى الحكام موضع ريبة وشك كبيرين.