مقدمة المسائية | الملك يطلب من المواطنين أن يُقاضوه في مملكة الأحلام

في مملكة الأحلامِ.. الملكُ، وفي لحظةٍ تتزايدُ فيها دماءُ الضحايا إلى حدّ الرّكب، يطلبُ من المواطنين أن يُقاضوه، هوَ ووليّ عهده، المعروفُ لدى أولي القُربى بالسّفاح.
فأيّ حالٍ هذا الذي وصلتْ إليها المملكةُ، من الخيرِ، أو من المرض العضال، الذي جعلَ من المملكةِ، التي لا يُؤْمَنُ فيها المرء على نفسه، ولا على حرّيته، ولا على اعتقاده، بلداً يُقاضى فيه رأس الدّولةِ، وكلّ أفراد العائلة الحاكمة؟

فماذا سيفعلُ المواطنون؟
هل يرفعونها عالياً، لتبدأ قوائم الاتهامات والدّعاوى، ليجدوا أنفسهم مع الناشط الحقوقي وليد أبو الخير، وفي زنزانة انفراديّة ملاصقة لزنزانة الشيخ نمر النّمر؟
هل يرفع المواطنون شكاويهم إلى الملك عبر تويتر، ليختفوا عن الأنظار والأسماع شهوراً كما هو حال حسن المالكي والمحامي نايف آل منسي؟
أم يلجأ المواطنون إلى المجالس المفتوحة للملك والأمراء.. لتُقطَع أرجلهم قبل أن تصل إلى البوابة العاشرة للقصور المحاطة بالأسوار والسّدود والبوّابة المسلّحة؟

المواطنون حيارى كحيرةِ هذا الوطن الذي ابتلى بخارطةٍ من الفوضى العامرة والغامرة، والمبتلاة بالأمراء المتحاربين الذين يفعل بعضهم ببعض لعبة تصفية الحساباتِ، لتكون النتيجة بلاءات تترى على ملك البلاد وأولياء عهده.. الأول يخطبُ خارج التاريخ والجغرافيا وكأنّها لعبة الطائرات الورقيّة.. والثاني محبوس بين شخصيته الأصيلة المهووسة بالقمع وبين المعادلة الجديدة لحشود المشيعيين.. والثالث ضائع في التّيه، لا يفعل شيئاً غير الهروب والإنفلات من الواقع، تعويضاً عن عقدة نقص “الجنرال” الذي لا يملك القدرة على أن ينطق بكلمة واحدة أمام وسائل الإعلام.