السعودية / نبأ – “فتشوا عن إيران”. بهذا السؤال الاتهامي، تعامل الإعلام في المملكة، مع حوادث الإرهاب التكفيري الأخيرة. لم يقف الأمر عند حدود الناشطين والمواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي، بل انسحب على خطاب ما يمكن وصفهم بالعلماء والمفكرين والنخب، وآخره ما ورد على لسان الناقد السعودي عبد الله الغذامي، الذي علق على تفجير القديح بالقول: لا أستطيع تحليل ما حدث اليوم دون أن أستحضر مكائد إيران”.
في المقابل، كان أهالي القطيف ومن بعدهم أهالي الدمام يوجهون الاتهام إلى كل من حرّض وكفّر في المؤسسات الرسمية السعودية، وعلى منابر المساجد وفي الهيئات الشرعية، وبينها هيئة كبار العلماء التي يكفّر بعض أعضائها الشيعة بالمطلق.
في سياق متصل صدر بيان، وقعه إثنان وتسعون ممن وُصفوا بعلماء دين سعوديين بارزين، في الظاهر كان الهدف منه الحث على الابتعاد عن الغلو في الدين، فيما مضمونه جاء متطابقًا مع الخطاب التحريضي.
ففيما وصف البيان تفجيري القديح والدمام بالجريمتين، رأى إلى “أنهما لا يسوّغهما مخالفة من استُهدف بهما لأهل السنة في المعتقد”، واصفًا أهالي المنطقة الشرقية ب”المبتدعة الموادَعين”.
من جهتها وزارة الداخلية السعودية، غرّدت خارج سرب المتحاملين والمتخففين من عبء الجرائم والمسؤولية عنها، حين كشفت أمس عن أن المتورطين في تفجير مسجد العنود كلهم سعوديون. فالانتحاري هو الشاب السعودي خالد عايد محمد الشمري. والمتورطون في التخطيط والتنفيذ ستة عشر سعوديًا، نشرت الداخلية أسماءهم على أنهم مرتبطون بالتفجيرات ورصدت مكافآت لمن يدلي بمعلومات عنهم.
وكان لافتًا ما ورد في بيان الداخلية من إشادة بشهداء تفجير مسجد الإمام الحسين بالعنود، واصفة إياهم بأنهم ضربوا بعملهم الشجاع أصدق مثال على أن المواطن هو رجل الأمن الأول”.
وفي هذا تراجع واضح من السلطات السعودية، عن تبنيها إحباط تفجير العنود في لحظاته الأولى، وكذلك اعتراف منها بدور اللجان الأهلية التي شكّلها الأهالي في المنطقة الشرقية من المملكة، بعد الهجوم الذي تعرضت له من مسؤولين وعلماء وناشطين، واتهامها بأنها تريد الحلول مكان أجهزة الدولة.