مجالسُ عزاءِ شهداءِ مسجد الإمام الحسين لم تعد مجالس للبكاءِ وإسالةِ العَبرات. لقد أضحت مجالسُ عزائهم منابرَ لتثبيتِ المواقفِ الشّعبيّة التي تريد السّلطاتُ المناورة عليها.
في المجالس، كما في مواكبِ التّشييع؛ مطالبٌ مستمرِّة لتجريمِ الخطابِ الطائفيّ، وتغيير المناهج التعليميّة الرّسميّة التي تربّي على الكراهيّةِ المذهبيّةِ. هي مطالبةٌ ثابتةٌ وواضحةٌ، وأهالي الشّهداءِ لن يطيبَ لهم المقام، ولن تهدأ نفوسهم، إلا حين تُجرَّم الأصواتُ التي حرّضت على قتْل أنبائهم، وحين يشعر جميعُ المواطنين بأنهم سواسية، وتحت حماية دولةٍ عادلةٍ غير مسلوبةٍ للتكفيريين..
هذه المطالبُ لن تحرفها الدّعاياتُ الرسمية ورجالاتُها في الوزارات ومنابر المساجد، ولن تشوِّش عليها مناوراتُ بعضِ رجال الدين فشلوا في الاستدارةِ وارتداء ثوبٍ جديدٍ، لأنّ تاريخهم الأسودَ أوضحُ وأكثرُ شهوداً عليهم..
يُختَتم عزاءُ شهداء حيّ العنود، وكلّ الأيادي متماسكةٌ على مطالب عادلةٍ لا تفريط فيها ولا تنازل.. وسيكون على الدّولة أن تحسب ألف حسابٍ قبل أنّ تلعب بذيلها أو بأذيال الآخرين…