اليمن / نبأ – تساءلت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية عن المنحى الذي ستتخذه الأزمة باليمن، لا سيما بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على بدء التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية شن ضرباته الجوية ضد اليمن، موضحة أن بدء مشاورات جنيف يمنح آمالاً ضئيلة بإمكانية وضع حد للقتال باليمن.
"ذي إيكونوميست" أبرزت أن الضربات الجوية لم تنجح حتى الساعة في نزع السلاح من يد أنصار الله، ولا في إعادة ما تسمى بـ"حكومة عبد ربه هادي منصور" إلى البلاد، في ظل تزايد الضغوط الدولية التي تدعو المملكة العربية السعودية لوقف الضربات الجوية. إلا أن هذه الضغوط خفت، يوضح المقال، حينما أطلق أنصار الله قذائف على الحدود البرية السعودية.
وبخصوص محادثات جنيف، اعتبرت الصحيفة أنه توجد آمال ضئيلة بإمكانية جلب، المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، السلم لليمن. إلا أن المجلة البريطانية، شددت في المقابل على كون اتفاق سلام سيكون مجدياً بالنسبة لجميع الأطراف، موضحاً أن أنصار الله، وبعد تقدمهم الميداني في البداية أصبحوا الآن مشتتين ويعانون من نقص حاد في الوقود، والطعام والماء، وبأنهم تعلموا، بعدما خسروا الكثير من الدماء والموارد، بأن خصومهم المتمركزين وسط وجنوب اليمن مستعدون للقتال حتى آخر رصاصة.
وعن إمكانية دخول السعودية في حرب برية باليمن، نفى المقال حدوث أمر مماثل وذلك مخافة تحول اليمن لمستنقع أسوأ بالنسبة للوحدات البرية السعودية.
ولفت الكاتب إلى أن المأمول ربما من مشاورات جنيف هو وضع الإطار لاتفاق أولي قد يخفف معاناة الشعب اليمني ويعبد الطريق لمشاركة الأطراف في المزيد من المفاوضات، رغم أن تلك المفاوضات قد تكون مصدر قلق في المستقبل.
وخلص المقال إلى أنه حتى في حال التوصل لاتفاق باليمن، لا توجد أي ضمانات تؤكد أن القتال سيتوقف، مشيراً إلى أنه حتى إذا هدأ مع مرور الوقت الغضب الطائفي الذي كان وراء الأزمة باليمن، فإن التقسيم الداخلي للبلاد يطرح إشكالاً مستعصياً. كما أضاف المقال أن الرئيس المستقيل هادي لا يملك نفوذاً كبيراً على الميليشيات والإرهابيين الذين يحاربون في الجنوب، موضحاً أن هؤلاء كانوا متعصبين جداً لفكرة الاستقلال، وبأنه لن يتم تمثيل هؤلاء في جنيف. وهو ما يعني وجود عوامل عدة ترشح استمرار القتال، بغض النظر عن التوصل لأي اتفاق.