مقدمة المسائية | السعودية لن تجني من الهزيمة في اليمن إنتصار في جنيف

تتقاذف سلسلةُ الأحداثِ المتسارعة قاربَ آل سعود المهزوز في غمرةِ أمواج الشرق الأوسط الجديد الملتهبةِ بنيرانٍ أُشعلت من أجل تصفية الخصوم ,فكانت هي النارُ التي تُشعل قواربَهم الحليفةَ والصديقةَ حتى اجتاحت النيرانُ حدودَهم، وفي خضمِّ هذه المعمعة مهما حاول ألُ سعود أن يجدِفوا قاربَهم بمفردهم أو بمعونةِ من يعملون لديهم وبكامل طاقتِهم وقوّتِهم الإنتاجية والنفطية، فهو سيكون تجديفاً من جانبٍ واحد، لن يؤديَ سوى إلى الدورانِ على الذاتِ , ونتيجةً ذلك الغرقِ في دوامة النيران التي تساعدها سرعةُ وقوةُ التجديف، أن من دخل الحربَ بقرار المباغتة في منتصف الليل، ظناً منه أن هذا الشرقَ المتآكلَ تستطيع مغامرةُ كهذه أن تغيّرَ من توازناته أو تكسرَ مسيرةَ الشعوب فيه، هو واهمٌ.. ومن أعلن في ساعاتِ حربه الأولى أن لا شرعيةَ فوق شرعية الرئيس، ولا صوتَ يعلو فوق صوتِه، عاد وبعد أكثرَ من سبعين يوما ليعلن قبولَه بالجلوس حول طاولةٍ واحدة مع الأعداء بحسب تعبيره، وفي جنيف وبدون شرط أوقيد.. الغارقُ في دوامة الشرق الأوسط، يحاول عبثا اليوم أن يلعبَ في الربع الساعة الأخيرة بورقةٍ يَحسب أن تضيف له نقطةً في رصيد أوراقه الفارغة على طاولة المفاوضات.. ورقةُ تأخيرِ وفد الثوار في جيبوتي لم يكن سوى حركةً استعراضية من قِبل المأزومين.. في المقابل كان رد الثوار واضحاً بأنّ من لم تركعه عواصفُ حزمكم أو أساطيلكم التي ملأتم بها البحار، أو الدول التي أعلنتم بها خوض معركتم، أو من خلال شتى أنواع الأسلحة المحرمة التي كانت تسقط فوق رؤوس المدنيين ليل نهار، لن تهزم حركة استعراضية فاشلة تعرقل وصول الوفد المفاوض، لأن في الأخيرـ قاعدة المفاوضات الأساسية هي من يملك الأرض والميدان، هو من يقرر طبيعة وحجم ومسار المفاوضات، فالأحرى بالمهزومين والمأزومين أن يتواضعوا قليلاً، فإنهم لن يجنوا من الهزيمة إنتصار