السعودية / نبأ – عندما أطلقت السعودية عدوانها على اليمن تحت اسم عاصفة الحزم في السادس والعشرين من شهر مارس الفائت، كان الهدف حماية الشرعية الممثلة بحكومة الرئيس المستقيل ثم المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي.
ظن السعوديون انهم خلال ايام من القصف الجوي المكثف، سيقضون على خصوم هادي في صنعاء، لكنهم وجدوا مقاومة شديدة وصمودا من الشعب اليمني.
وبعد اشهر من بدء العدوان والحصار، بدأت الدعوات ترتفع بأن لا حل عسكري للأزمة في البلاد، فأصرت السعودية على إجراء حوار يمني في الرياض مستثنية حركة انصار الله والرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح، الحوار انبثق عنه ما سمي اعلان الرياض.
اعلان يقول مراقبون ان الوصول الى مؤتمر جنيف جعله حبرا على ورق، وجعل الخسارة السعودية مضاعفة، خسارة عسكرية ودبلوماسية.
على الارض لم تحقق السعودية وحلفاؤها اي سيطرة ملموسة، ولم يستطع الرئيس هادي العودة الى عدن، فكيف بالعودة الى صنعاء. ودبلوماسيا، فبعد رفضها لحضور ممثلي انصار الله وحزب الرئيس صالح، يشارك هؤلاء في الحوار في جنيف بدعوة من الامم المتحدة.
السعودية لم تتقبل بعد تتالي الخسارات عليها، وهي مستمرة في محاولة عرقلة مؤتمر جنيف، وقد بدأ ذلك منذ محاولتها اجبار طائرة الامم المتحدة التي تقل الوفد اليمني المغادر من صنعاء الى جنيف على الهبوط في جيزان، الى العرقلة التي تعرض لها الوفد من قبل السلطات المصرية بضغط سعودي.
الى ذلك فإن مؤتمر جنيف بحسب المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد يقوم على ثلاث ركائز وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والحوار الوطني ومخرجاته، اضافة لقرارات مجلس الأمن، ولم يشر المبعوث الاممي الى اعلان الرياض.
وبحسب مراقبين فإن الذهاب إلى جنيف لا يعني سوى أن إعلان الرياض قد تبخر في الهواء، وأن مؤتمر الرياض ذاته، لم يكن سوى نوعاً من العبث، وتأكيداً على فشل عاصفة الحزم في تحقيق أيٍّ من أهدافها.