التسريبات السعودية ستعزز القمع والخوف وعدم الإستقرار

السعودية / نبأ – ما بعد وثائق ويكيليكس؟

سؤال طرحه التخبط الإعلامي الذي ظهر بعد نشر الوثائق المسربة عن وزارات المملكة.

فبين التهديدات التي أطلقتها الخارجية , والحقائق التي ظهرت, يكمن إختبار ميزان القوة الحالية بين الدولة السعودية ومجتمع الإنترنت في المملكة.

هذا ما أكده أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن مارك لينش، في حديثه عن تأثير جهود الحكومة السعودية في منع المواطنين السعوديين من تداول الوثائق المسربة.

وكانت الخارجية السعودية قد علقت على نشر بعض الوثائق المنسوبة إليها بالقول إن موقعها تعرض لهجوم إلكتروني، وأن الكثير من الوثائق المنسوبة إليها تعرضت للفبركة، وحذرت من تداولها أو نشرها.

لينش أكد أن جهود السعودية للحد من انتشار تلك الوثائق لن تحول دونه، خاصة مع وجود موقعي فيس بوك وتويتر وغيرهما.

وتحدث عن أن العرب في أنحاء المنطقة، وخاصة اليمنيين والليبيين والسوريين والمصريين، مهتمون بمتابعة تلك الوثائق، نتيجة الدور الذي تلعبه السعودية في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

لينش إستبعد أن تتسبب التسريبات في اضطرابات بالمملكة على غرار ما حدث في ثورات الربيع العربي، لكنها تسلط الضوء على كيفية تعامل السعودية مع الربيع العربي والحيلولة دون وصوله إلى المملكة وإفشال إنجازاته، فضلًا عن أنها تكشف عن جهود المملكة للسيطرة على وسائل الإعلام في المنطقة.

واختتم لينش مقاله بأن نتائج التسريبات السعودية من المرجح أن تعزز، بدلًا من أن تتحدى، القمع والخوف والبيئة السياسية غير المستقرة في المنطقة.

النفي السعودي لصدقية المعلومات ناقضه دعوات الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، إلى السعودية بإعادة النظر في الدعم المالي الذي تُقدّمه لعدد من الإعلاميين والسياسيين العرب.

تهديدات الوزارة التي منعت نشر الوثائق وتداولها، خففت وطأة التسريبات, إلا أنها لم تطمس غضب المواطنين وخاصة من الوثائق التي أظهرت إنفاق الملايين على سياسات خارجية خرقاء ومدمرة وأخرى وفق وفق أهواء الأمراء ولحساب رفاهيتهم، في ظل الأزمات التي يعيشوها هذا الشعب.