الخليج/ وكالات- تترقب دول الخليج عامة، والبحرين خاصة، اليوم، بكل حذر وقد بلغت وتيرة التشديد الأمني مبلغها في مختلف تلك الدول، بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها السعودية والكويت أيام الجمع الماضية.
ويتابع الشارع البحريني بكل اهتمام وفزع ما ستسفر عنه صلاة الجمعة وعيونها على مساجدها بعدما أقدم تركي البينالي أحد عناصر داعش البحرينيين من الإعلان الأسبوع الماضي عن أن العملية الإرهابية القادمة ستكون في البحرين.
ويزيد هذه التهديدات سخونة إقدام مجهولين على وضع منشورات تحتوي على علم تنظيم داعش بالقرب من مسجد “عين الدار الشمالي” في البحرين في بحر هذا الأسبوع.
وتتميز التهديدات الإرهابية من التنظيم المتطرف للطائفة الشيعية في البحرين بخصوصية كبيرة، باعتبار أنها أغلبية عظمى في المملكة بخلاف تواجدها كأقلية في دول الخليج الأخرى، وهو ما حدا بشيعة البحرين إلى التنسيق المبكر مع سلطات الأمن البحرينية لتهدئة الأجواء وتوسيع دائرة الإجراءات الأمنية الهادفة إلى حماية الشيعة هناك.
وأفاد سكان في السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان بأن السلطات الأمنية نشرت دوريات شرطة إضافية خارج مساجد الشيعة وركبت كاميرات مراقبة في بعضها.
وتأكيداً على ما تشهده البحرين من توتر حقيقي نتيجة التهديد الداعشي، فقد توعّد وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة، باتخاذ عمل قانوني صارم ضد أي شخص يتورط في التحريض على الكراهية أو الفتنة.
وقال الباحث السعودي وليد السليس المقيم في المنطقة الشرقية بالسعودية: “هل يوجد قلق؟ نعم يوجد قلق، لكن هذا لم يضعف الروح المعنوية للناس ونحن نرى مزيداً من الناس في المساجد.، وفقاً لرويترز.
وأضاف سليس أن السلطات أقامت حواجز إسمنتية حول بعض المساجد في شرق السعودية، وأن المتطوعين المحليين يفتشّون المصلين أو يستخدمون أدوات الكشف عن المعادن بحثاً عن متفجرات قبل السماح بدخولهم.
من جهتها قالت أمل، وهي مدرسة عُمانية، عمرها 34 عاماً، بعد أن فحصت الشرطة حقيبة مريبة عثر عليها بالقرب من مسجد شيعي في مسقط: “إنهم تمكنوا من نشر الخوف، الأمهات تخشى الآن من إرسال أولادهن للصلاة في المساجد.”
وأضافت وهي تشير إلى كون انتحاري تفجير الكويت سعودي الجنسية: “نحن قلقون بعد ما حدث في الكويت، فهو ليس من السكان المحليين، نحن نعيش في وئام لكن المشكلة أتت من الزوار”.
بدورها ذكرت كوثر العرباش، التي مات ابنها في مدينة الدمام السعودية يوم 29 (مايو) أثناء منعه مهاجماً انتحارياً من دخول أحد المساجد: “إن مزيداً من المتطوعين يعملون لضمان سلامة عدد أكبر من الناس الذين يحضرون للصلاة وخاصة خلال شهر رمضان”، بحسب رويترز.
وتابعت قائلة: “إنني قلقة من أن هؤلاء الإرهابيين قد يهاجمون أماكن غير متوقعة مثل مساجد في قرى ريفية، ابن عمي يبعث لي برسائل كل يوم قبل أن يذهب إلى المسجد قائلاً أنا ذاهب إلى المسجد الآن وقد لا أعود”.
وفي الكويت قال عضو البرلمان يوسف الزلزلة لرويترز إن الإجراءات التي اتخذت منذ 26 (يونيو) سعت ليس فقط للعثور على الذين كانوا وراء الهجوم هناك وإنما لاتخاذ الاحتياطات اللازمة والتأكد من أن هذه الإجراءات الاحتياطية جيدة بدرجة كافية لردع الإرهابيين”.
وقالت وكالة أنباء البحرين، الأربعاء، إن البحرين جندت متطوعي أمن لتنسيق دخول المصلين إلى المساجد، ومنع الحشود من التجمع وعرقلة التحرك في حال وقوع أي حادث.
من جانبه، أوضح منير الرحمة مدير عام الوقف الجعفري الإسلامي في دبي، إنه من الواضح أنه عندما يرى المرء تقارير عن هذه التهديدات في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وموقع “واتس آب” فإنه سيخشى الاسوأ حتى إذا كان الاحتمال 1%، مضيفاً بأنه بفضل الله طمأنت السلطات الإماراتية الشيعة بأن الأمن تحت السيطرة ولا يوجد ما يثير القلق.