سفارات الرياض موّلت وسائل إعلام وصحافيين للدفاع عن سياستها

السعودية / نبأ – تقول منظمة “مراسلون بلا حدود”، بأنه بفضل تسريب وثائق ويكيليكس، فإنّ المنظمة باتت قادرة على كشف الطريقة التي تحاول بها الحكومة في السعودية، قمعَ وسائل الإعلام المحلية، واستمالة وسائل إعلام أجنبية “من أجل إعطاء صورة إيجابية للمملكة على المستوى الدولي”.
وفي تقرير نشرته المنظمة على موقعها الخميس، 9 يوليو، قالت بأن البرقيات المسرّبة بين السفارات السعودية ووزارة الخارجية السعودية، كشفت جانباً من الأساليب التي استعملتها السعودية في هذا المجال.
في عام 2011، على سبيل المثال، موّلت السفارة السعودية في لندن قناة وصال (الفارسية)، ومقرّها في لندن، وتعود ملكيتها إلى إيراني من أهل السنة ومعارض للنظام في إيران. وفي مقابل التمويل الشهري، يُسمح للسعودية بتعيين ممثل لها في المحطة، وأن تتولى الأخيرة الرد على الانتقادات التي توجهها وسائل الإعلام الإيرانية ضد السعودية.
ويقول التقرير، في بعض الأحيان، تطلب وسائل الإعلام نفسها من السعودية الحصول على التمويل. وأشارت إلى مثال من أفغانستان، حيث طلب رئيس مركز وسائل الإعلام الأفغاني عام 2009 تمويلا لإنشاء مؤسسات قال بأنها ستكون بمثابة “ثقل” على وسائل الإعلام الأفغانية التي تموّل من إيران أو الهند.
وتوقف التقرير عند وسيلة تلجأ إليها السعودية وهو الهجوم المضاد أو العقاب، ردا على التقارير التي تنشر وسائل الإعلام ضدها. وهو ما حصل مع صحيفة الفايننشال تايمز في لندن، حيث كان عليها أن تسحب مراسلها وتغلق مكتبها في الرياض، بعد نشرها ما اعتبرته السعودية “أكاذيب” عنها.
السفارة السعودية في برلين أبلغت وزارة الخارجية بوجود “شائعات” عن حملة إعلامية ضد الدول العربية، وبينها السعودية، بالتعاون مع وسائل الإعلام الألمانية، واقترحت السفارة لمواجهة هذا الهجوم “استخدام” الصحافيين والكتّاب الألمان من “ذوي الخبرة” لكتابة مقالات دفاعية عن السعودية كلّ 6 أشهر، وترجمة الكتب الترويجية في المناسبات الثقافية، على أن يُدفع ما لا يقل عن 7 آلاف وخمسمائة يورو في الشهر للصحافيين.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أنه لا توجد وسائل إعلام مستقلة في السعودية، وأن هناك رقابة مفروضة على الصحافيين أو “أن رقابة يفرضها الصحافيون على أنفسهم خوفاً من الانتقام”.