السياسة الخارجية للفيصل: من الفوضى الخفية.. إلى التدخل المباشر

السعودية / نبأ – تكشف الوثائق المسربة من موقع ويكيلكس أن السعودية ترى إيران باعتبارها تهديدا دائما ومباشرا، وحسب برقية من وزارة الخارجية السعودية فإن ما تصفه بمارسات إيران تُعد تهديداً لأمن واستقرار المنطقة، تهديداتٌ تراها وزارة الراحل سعود الفيصل تبدأ من المناورات العسكرية شبه الشَّهرية إلى تطور أسلحة دمار شامل.
الوثائق تشير إلى رصد سعوديّ حثيث للحراك الإيراني في دولٍ تمثّل ساحةً اشتباك أو تنافس على النفوذ الإقليمي، كما هي الحال بالنسبة لدول مثل اليمن ومصر.
اتساع رقعة الرّصد السعودي لتشمل دولا إفريفية وفي أمريكا الجنوبية، وباتجاه الشرق، يُذكّر، بحسب مراقبين، بالسلوكيات التي كانت تسود في المرحلة المعروفة بالحرب الباردة.
في مواجهة التهديد الإيراني المزعوم، تقوم المملكة بكلّ ما هو ممكن.
تشتري الرياض وسائل الإعلام القابلة لشراء ذممها، لتعمل على صناعة التشويهات ضد إيران، وتضخيم المشاكل الداخلية.
التدخل السعودي في الشأن الإيراني بلغ أوجه من خلال تسعير القنوات الطائفيّة، لتكون منبراً ينقل الرسائل التكفيريّة والتخريبية إلى إيران.
مع وفاة سعود الفيصل، فإنّ خفايا السياسة الخارجية للمملكة لم تعد من الأسرار المدفونة. فالوثائق المسرّبة للوزارة التي كان الفيصل يمسكُ بأمرها وأمورها؛ تقدِّم مادةً وفيرة لقراءة السياسة الخارجية التي أرساها الفيصل.. سياسة انتقلت من إثارة الفوضى في السّر، إلى التدخل المباشر في الفوضى، وبالتعويلِ على الأدوات التي تقلق منها إيران تحديداً، أي تلك الأدوات التي تتلاعب بالغرائز، وتشحن في الانتماءات المذهبيّة.