السعودية / نبأ – اجتاحت الجماعة التي تطلق على نفسها الآن الدولة الإسلامية المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق قبل شهر واعلنت الخلافة في منطقة تمتد من حلب إلى اطراف بغداد.
ولكن اذا كان زعيمها أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة على المسلمين يضع نصب اعينه التوسع جنوبا فسيواجه حدودا مع السعودية أشد تحصينا بكثير مما واجهه من قبل.
ومنذ أن شنت الجماعة التي كانت تعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام هجومها الخاطف في العراق الشهر الماضي ارسلت الرياض الاف من جنودها للمنطقة الحدودية.
وتسعى السعودية لتحصين الحدود التي تحميها بالفعل سلسلة من السواتر الطبيعية والأسيجة تشكل منطقة منعزلة تمتد عشرة كيلومترات في عمق الأراضي السعودية. وتخضع الحدود التي تمتد لمسافة 850 كيلومترا للمراقبة على مدار الساعة بواسطة رادار وكاميرات فيديو تعمل بالاشعة تحت الحمراء.
وفي الشهر الماضي تعهد الملك عبد الله باخذ كافة التدابير اللازمة لحماية السعودية من الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تصفها السعودية بانها منظمة ارهابية رسمياً.
وصرح اللواء فالح السبيعي قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية للصحفيين في الاسبوع الماضي ان ما لا يقل عن ألف جندي وألف من الحرس الوطني وثلاث وحدات هليكوبتر وصلت لتعزيز الحماية لمنطقة الحدود قرب عرعر.
ولم يعلن المسؤولون السعوديون عدد القوات الإضافية التي ارسلت للحدود حتى الآن وامتنعوا عن التعليق على مدى دقة تقرير بثته قناة العربية التلفزيونية قدر حجم التعزيزات عند 30 الفا.
ورغم ان تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سبب حالة من الفزع إلا ان المسؤولين في حرس الحدود يصفون الجماعات المتحالفة مع بغداد وإيران بانها تمثل التهديد الأكبر.
وقال السبيعي ان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لا وزن له لانه جماعة ارهابية لا تمتلك اي قدرات عسكرية مضيفا ان الجماعات المتحالفة مع بغداد منظمة وخلفها من يقوم بالتخطيط.
واثار هذه الرأي غضب بغداد التي تتهم الرياض بانها لم تفعل شيئا لوقف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين يفاخرون بقتلهم المدنيين.
وتنفي الرياض تقديم المساعدة للتنظيم، ولكن السعودية ساندت علنا جماعات تكفيرية مسلحة تقاتل في سوريا ويعتقد ان مئات المواطنين السعوديين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ولا توجد طرق للتجارة الدولية على الحدود بين السعودية والعراق على عكس الحدود العراقية السورية التي تعبرها بعض أهم طرق التجارة في الشرق الأوسط. وكانت اخر مرة افتتح فيها المعبر في اكتوبر تشرين الأول الماضي حين عبر 65 ألف حاج عراقي الحدود للسعودية للحج.
ومع اغلاق المعبر الحدودي نمت الحشائش في منتصف الطريق المؤدية إلى العراق وغطى التراب مكتب الجمارك.
وازداد عدد الدوريات منذ يونيو حزيران الماضي.
وفي الأسبوع الماضي أطلقت ثلاثة صواريخ من العراق على مجمع سكني لحرس الحدود السعوديين.
وقال السبيعي إنه لا يعرف الجهة التي أطلقت الصواريخ ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن الهدف من هذا الهجوم هو إثارة رد فعل عنيف مشيرا إلى أن رجاله تلقوا أوامر صارمة بعدم الرد.
وقال إن البعض اقترحوا البحث عن مطلقي النار والرد عليهم ولكن الحكومة رفضت. وأضاف أن حرس الحدود سيزيد فقط من يقظته كما سيزداد عدد رجال الشرطة.
وقال السبيعي إن حرس الحدود العراقيين قالوا للضباط السعوديين إنهم اكتشفوا ثلاث سيارات مهجورة أطلق منها صواريخ الجراد الثلاثة وكانت تحمل خمسة صواريخ أخرى من النوع ذاته.
ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
(نبأ / رويترز)