لبنان / نبأ – لفت السيد علي فضل الله خلال خطبة الجمعة في مسجد الحسنين في ضاحية بيروت الجنوبية، منطقة حارة حريك، الى ان "الإنجاز الكبير الذي حققته إيران، بتوقيع الاتفاق النووي مثل اعترافاً دولياً ببرنامج إيران النووي السلمي، بحيث مكَّنها من أن تصبح جزءاً من النادي الدولي النّوويّ. وهذا ما كان ليحصل لولا حكمة القيادة الإيرانية، وحسن إدارتها في معالجة هذا الملف، وصبر الشعب الإيرانيّ، الّذي تحمل نتائج العقوبات الظالمة الّتي فرضت عليه، والتي مسَّت مصالحه الحيويّة ولقمة عيشه"، مضيفاً "نحن في الوقت الَّذي نهنئ ايران قيادةً وشعباً على هذا الإنجاز، فإنّنا نشير إلى أهمية الدرس الذي قدمته إيران إلى كلّ دول المنطقة، بقدرتها على نيل حقوقها بنفسها إن هي قرّرت وتصالحت مع شعبها، ولم ترتهن لهذه الدّولة الكبرى أو تلك، والتي قد تبيعها في سوق مصالحها في أية فترة تراها مناسبة لذلك".
وأضاف فضل الله "رغم كلّ أجواء الثقة بتحقيق النتائج المرجوة من هذا الاتفاق، وبأنه سيتابع طريقه إلى التنفيذ، لكونه حاجة لإيران، كما هو حاجة للدول الكبرى، لتجنب الحروب وتحقيق الاستقرار، ولا سيَّما في هذه المنطقة، ولمواجهة الإرهاب المستشري، لا بدَّ من عدم الاستهانة بالعراقيل التي سيسعى الكيان الصهيوني إلى زرعها، وهو الذي يرى نفسه المتضرر الأول من هذا الاتفاق، وقد عبَّر بكل وضوح عن ذلك، واعتبره خطأً تاريخياً، لأنّه يعرف مدى جدية إيران في مواجهة كيانه، وتقف إلى جانب الكيان الصّهيونيّ أيضاً دول عديدة تعتبر أن أية قوة تملكها إيران هي استفزاز لها وتهديد لمصالحها"، مشيراً الى ان "الحاجة تبدو إلى التنبه والحذر، وعدم الاستغراق في التفاؤل، حتى لا نعمى عما يجري من حولنا".
وراى أنه "بالإمكان الاستفادة من هذا الاتفاق لتحقيق انفراجات في الملفات الإقليمية والداخلية الساخنة. ومن هذا المنطلق، فنحن ندعو إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين إيران والدول العربية والإسلامية، والخروج من سياسة التوتر والتوجس التي باتت تحكم هذه العلاقات، والاستفادة من اليد الممدودة التي أعلنت إيران بسطها في السابق، وتمدّها مجدداً إلى السعودية ودول الخليج وكل العالم العربي والإسلامي، لا من موقع المنتصر، بل من موقع الحريص على أحسن العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل"، موضحاً إنّ "المشهد الراهن يستدعي من الدول العربيّة والإسلاميَّة أن تعيد النظر في سياسة العداء تجاه إيران، تماماً كما فعلت الدّول الكبرى الّتي انتقلت من هذه السياسة غير المجدية، والتي تلحق إضراراً بالجميع، إلى التفاهم المباشر، على قاعدة حفظ الحقوق والمصالح"، مشدداً على ان "التواصل الخليجي مع إيران هو السّبيل الوحيد لتبديد الهواجس، وحفظ المنطقة، وضمان أمن الخليج ومصالحه، لا استمرار الصراع بالاعتماد على هذه الدولة الكبرى أو تلك، والتي لا يهمها سوى استمرار العداء الّذي يحقق مصالحها، ويستنزف أموال العرب في دوامة لا تنتهي من صفقات السّلاح الباهظة الثمن".
وقال: "في الوقت الّذي نحيي تلاحم الشّعب العراقي، ندعو إلى المزيد من العمل لتعميقه وتركيزه على أسس وطنية وسياسية متوازنة، وتقويته، وإزالة أي شوائب تعترضه، لكونه السبيل لإخراج العراق من معاناته وأزماته"، متمنياً أن "تصمد الهدنة التي تم الإعلان عنها في اليمن لكي تحقن دماء اليمنيين وتمنع تداعيات هذه الحرب عليهم، وما تركته من آثارٍ إنسانيّةٍ على مختلف المستويات، فنعيد الدعوة لكلّ من لا يزال يمنّي نفسه بالحسم العسكري، بالخروج من هذا الرهان، والعودة إلى لغة الحوار، من أجل التوصل إلى الحلول المنشودة التي تضمن مصالح الشعب اليمنيّ التواق إلى من يبعث لديه الأمل والحياة، لا إلى طائرات القتل والموت".
وأعرب عن خشيته من استمرار التّجاذب داخل مجلس الوزراء، مما يؤدي إلى فرط عقده"، أملاً أن "تساهم أجواء العيد في تهيئة مناخات لحلول تنهي الأزمة الحاصلة، وتعيد تحريك عجلة المؤسَّسات، مما يساهم في تعزيز المناعة الدّاخليّة، ولا سيما بعد الأجواء الإيجابيَّة الَّتي حملتها المواقف الّتي أطلقت أثناء حفلات الإفطار الأخيرة".
وشدد على انه "آن الأوان للمسؤولين أن يعكسوا فرح العيد فرحاً في المواقف، لتضمّد جراح اللبنانيّين، وتبعث الأمل في النفوس، وتساهم في حل مشاكلهم المستعصية، وهي كثيرة، ليكون العيد فرحاً للوطن كلّه"، مضيفاً "وفي هذه الأيام، نستعيد ذكرى العدوان الصّهيونيّ، حيث أكد اللبنانيون من خلال مقاومتهم وجيشهم وصبرهم وثباتهم ووحدتهم أنهم أقوى من جبروت هذا العدو الّذي أراد أن يهزم إرادتهم"، موضحاً إنَّ" ما نريده لهذه الذكرى أن تكون دافعاً للبنانيين للحفاظ على هذه القوّة التي أمَّنها هذا التلاحم، وعدم العبث بها، وأن يبقوا واعين يقظين في مواجهة غدر غادر، لا ينام على ضيم الهزيمة التي تعرض لها".