كان من حقّ المواطنين في المملكةِ أنْ يرفعوا الاستياء إلى أعلى المدى، بُعيد إصدار دولةِ الإمارات لقانون تجريم الكراهية. استياءٌ يتضاعفُ كلّ يومٍ، وهم يتابعون الأداء الرّسمي في الكويت بُعيد التفجير الإرهابيّ في مسجد الإمام الحسين، وتشدُّد السّلطات هناك على معاقبة مروّجي الطائفيّة والتحريض المذهبيّ على المنابر.
المملكةُ التي يُنظر إليها باعتبارها المُصدِّر الرئيس للدّواعش نحو الخليج وخارجه، تظلّ متمسِّكة بأوراق الفوضى التي تُحرِّكها عبر لعبة الإرهاب التكفيريّ، والحروب التدميريّة. لا تشعرُ المملكةُ حتّى الآن بأنّ ارتداد الزّلزال يُجبرها على إعادةِ التموضع، فضلاّ عن خلْع ردائِها السّميكِ المشحونِ بالأشواكِ والهستيريا التي تدفعها لتجميع ما تظنّ أنّها أوراقها الضاغطة في وجه الاتفاق النّووي الإيرانيّ.
شاءت الرياض أم أبت؛ فالعجلةُ تسيرُ إلى الأمام.. والمواطنون، منذ اللّهيب المدوّي الذي ارتفع من مسجد الإمام علي في القديح؛ خرجوا على الطوْق، وكسروا جدار الخوفِ المغشوش، وبدأوا يفتحون الطريق نحو وعيٍ جديدٍ بضرورةِ إقرار المواطنة الحقيقيّة التي تُنصف الجميعَ، وتساوي بين المواطنين..